*الامل والالم*
*الامل والالم*
ما بين الأمل والألم هنالك مساحات للسقوط والنهوض من جديد، وهنا يكمن سر الحياة والتحليق في ملكوت الكون اللا متناهي.
ولا ننسى ان الحياة هي رحلة طويلة قصيرة وقودها الأمل والايمان ولكنها لا تخلو من الآلام والاوهام.
فالامل هو حالة الشعور العاطفي الايجابي الذي يتملك الانسان ويجعله يعيش حالة من التوقع والانتظار.
احاسيس ومشاعر الالم هي ما تصيب الانسان وترهقه نفسياً وجسديآ وتجعله يعيش في حالة من المشقة والتعب والانكسار والتعاسة والشقاء وعدم الراحة فهو سكة العطش والاشواك ومر الحياة.
الأمل هو الحياة وحلاوتها فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الأمل وان مع العسر يسرا، فعلى الانسان ان يتبنى فلسفة حياة واقعية محاطة بالآمال والطموحات والايمان بأن القادم هو الاجمل والاحلى والاروع.
ويجب علينا ان نتذكر ان طول الآمل مفسد للحياة لأن الأمل في الحياة بمنزلة الملح للطعام إذا نقص اثر وإذا زاد اضر.
لذلك لابد من الواقعية والتوازن والضبط لان طول الأمل قد يولد الألم.
كتبت على الانسان الخطى ومن كتبت عليه الخطى مشاها، وعليه يجب علينا ان نؤمن بأن كل شيئ في الكون مسطر ومقدر وان مشوار الحياة مهما طال له نهاية والعبرة بالخواتيم،.
فيجب علينا تحسس واستشعار واستكشاف الضوء عند نهاية النفق لإن ظلام العالم اجمعه لا يستطيع اطفاء ضوء شمعة واحده.
فهكذا هي الحياة ومشكلاتها فيجب علينا ان نواجهها ونتسلح بالحلول والآمال وليس بالهموم والاوهام.
فان الآمال لا تتحقق بالامنيات ولكن باتخاذ الأسباب والعمل والاجتهاد وتطوير الذات فكل شيئ في هذا الكون مخلوق بقدر.
وقال صلى الله عليه وسلم:(اعمل فكل ميسر لما خلق له).
على الانسان ألا يعيش في حالة من التشاؤم والألم حتى تسكنه الأحزان وتستوطنه الآلام، كل فرد في هذه الحياة له قدرات وامكانيات وتجارب وخبرات واسلوب حياة.
فلنعمل على زيادة قوه احتمالنا النفسي لتزيد قدرات احتمالنا للالام وتذكروا (وان ضاقت فعند الله المتسع).
وعلينا بالتوكل والصبر الجميل والثقة بالله، فعندما تضربنا الحياة على الركب لنسقط يجب علينا ان نتذكر حينها ونتاكد اننا الآن في موضع جيد للسجود.
اتخذوا من الصعاب والمشكلات سلالم للصعود الى القمة والمجد وامتازوا بالواقعية والجاهزية والتصالح مع الذات والآخرين والعطاء غير المحدود ومعرفة الامكانيات والقدرات.
في اللغة العربية نجد كلمتي (أمل _ ألم) تتشارك وتتشابه في نفس الحروف تبدآن بالالف (أ) مع تبديل في ترتيب حرفي (م _ ل) ولكن من حيث المعنى.
فهناك اختلاف كبير وفرق شاسع ما بين السعاده والفرح والسرور والحزن والتعاسه والشقاء.
فكونوا سعداء بلا حدود لترتقوا ودمتم بخير وامل.