تغيير العملة.. ليبقى الوطن
إطلالة | د.صالح يوسف شرف
عادت الجزيرة اليوم اسفيرياً..وحين غيابها تغير كل شيء كنت قد كتبت مقالي الأخير وأرسلته متحدثا فيه عن عبثية الاعتماد على كبري واحد في مدينة ود مدني إذ أن القضية كانت تشغلني جداً ومازالت بعد توافد إخوتنا من الخرطوم( أعادها الله سالمة وكتب النصر لقواتنا المسلحة) .
ثم استغرقتني وكل الشعب متابعة أخبار الحرب والتعامل مع تداعياتها والصبر على ويلاتها والتعايش مع ما سببته من تضيق ومعاناة حياتية وهو أهون لدرجات بعيدة من انعدام وفقدان الأمن والأمان فنحن في الجزيرة في أمان نحمد الله عليه ونشكر منجزيه والمحافظين عليه بأمر الله من مؤسسات وأشخاص وقيادات في أجهزة بلادي القوية الجيش والشرطة والمخابرات العامة،
(والإيدو في النار ما زي الايدو في الموية) كما يقولون و( الفي البرعوام) عليه وبما أن كاتب الإطلالة لتعوده على البحث و طبيعة عمله القائمة على طرح الأسئلة وتلقيها من الطلاب في مسعىً لإستنباط إجابات( مقنعة) وليس شرطا أن تكون كافية شافية ولمكوثنا بلا نشاط مدة اندلاع الحرب لاحظت نقطة مصيرية وهي أنه بمنتهى الصراحة هذا هو الوقت الذي لا مناص من
تبديل وتغيير العملة فيه فبعد إن كانت خيرات بلادنا( وفق معلومات مبثوثة وضبطيات موثقة في الوسائط شاهدناها جميعا) كانت خيرات بلادنا تُشترى( صوريا لأنها في الأصل تنهب) بعملة مزورة مطبوعة باحترافية لصالح منظومة دولية هادمة للسودان وفق مخطط فناءه الذي لن يتحقق بعون الله ولقوة ويقظة أبناءه باتت الآن بعد استباحة أعظم مدننا وأغناها إذ أنها بحسب مرادهم واسترادهم سكن أغنياء السودان( لذلك استهدفوها)حيث بيوت أصحاب الأموال- وهذا اسمهم ووصفهم في الحقيقة ..
رجال المال والأعمال ..كما تصفهم الصحافة الاقتصادية- والبنوك التي نهبت أيضاَ بجوار البيوت سالفة الذكر التي حُملت خزائنه وخزاناتها لتُكسر في وسط (الحيشان) وأمام بوابات البيوت وذبحت كما تذبح خراف الأضاحي لتنثر درها ونفائسها ليحوزها الآتون من العدم. الآن سادتي حُملت عملتنا جية حقيقية لا مزورة لتغدو في أيدي أقل ما توصف أنها غاصبة مغتصبة آثمة وأكيد أنها ستعود لتشتري بها ما لم تتمكن من سرقته من ( أحلامهم وغنائمهم المزعومة)
من عمارات وأراضي وسيارات المواطنين السودانيين لاستكمال دائرة( النهب المصلح ) ليستفيد التمرد وأهله من تغييب المؤسسات كما يحلمون في أجهزة عدلية توثيقية باقية لتحفظ للناس ممتلكاتهم( بحسب زعمهم) بعد أن أحرقوها ودمروها ومَلكوا( عطاء من لا يملك لمن لا يستحق) العمارات والحيوان( حيازة) لعناصرهم المنفذة لأوامرهم من تقتيل الرجال واغتصاب الحرائر واقتسام الغنائم فهم يسعون الآن لضمان نقطة قوة بعد انجلاء المعارك التي بإذن الله ستكون لصالح الشعب والجيش السوداني وسينتقم لنا الله من كل متآمر ولكن يجب فورا تغيير العملة كاملة بفئات جديدة والاستفادة من التجارب السابقة لضمان عدم تكرار الخاسرة منها واعتماد الناجحة فقط وتعزيزها بتجارب إقليمية ودولية مميزة ورائدة
بحسب متابعة ودراسة منظومة إدارة الأموال في السودان وزارة المالية وبنك السودان وقبلها مجلس الوزراء ومجلس السيادة أحفظوا لنا ما بقي من خير بلادنا بتغيير العملة واضمنوا لنا عدم تبديل ما نهب لخارج السودان فانتم تعلمون أين أّخذت وتذكرون كيف تدار عبر العوالم الخفية عمليات تغيير مواقعها وأغراضها بل وغسيلها وتبييضها نريدها عملة تُعبر عن عزة وكرامة هذا الشعب مُذكرة برموز وطنية باسلة شجاعة مقدامة في حرب الكرامة هذه وفي تاريخنا السوداني الحافل بالبطولات بأسرع ما يمكن باعتبارها أولوية بقاء الأمة السودانية المحافظة على مواردها.