لولا أن أهلك أخرجوني
ضاجة بالحياة كانت ثم أضحى كل حال على غير ما عهدناه.
بتنا نستلم أخبار طلبات المليشيا للمواطنين إخلاء دورهم وفراق مراتع صباهم ومهد أحلامهم.
( وهذه المفردات لا يحسها أو يشعر بها أولئك الآتون من العدم).
بتنا نتابع الأخبار المؤلمة بدهرية إذا أحببت التسمية إنما الدهر يومان يوم لك( وأحسبه مضى) ويوم عليك.
وهو الآن يوم بلاء وامتحان وتخلي وفقدان وحرمان إلا من حفظ الله ورحمته وتخفيف للأقدار المؤلمة.
( إذا ما صبرنا) أصبح الناس يغادرون ويعانون ويتألمون ( فلا أحد يرتاح إلا في داره ) ديار دار عليها الزمان فهجرها أنيسها وفارقها معمروها إلى داخل البلاد لأماكن أكثر أمناً.
أو خارجها وفي ذلك تحقيق لمراد أصحاب المخطط لإخلاء السودان والحصول عليه ( بحسب مرادهم الواهم).
أرض بلا شعب وبلا تاريخ أو هوية يشكلونها كفيما يحبون ويديرونها كما يشاؤن.
فُرض واقع شديد القسوة على الإنسان السوداني والذي بات يحمد الله على مكالمة يطمئن فيها على عزيز أو وسادة يضع فيها راسه في بيت قريب.
في صورة تتنازع وطبيعة هذا الإنسان الأبي وهذه الشخصية الكريمة. والذي تتعامل معه المؤسسات خارج السودان الآن رغم كفاءته وفرادة تخصص أغلب اللذين وفقوا في السفر تتعامل معهم باعتبارهم أيدي عاملة رخيصة.
كما تعاملت سابقاً مع جنسيات أخرى وقفت حكوماتها وقفات مشرفة حفظت لمواطنيها حقوقهم وكرامتهم.
فالآن يعلمون أن لا خيار أمامك وأن أي عرض يقدم لك هو بمثابة حبل نجاة فلا غرابة إن استاثرت هكذا مؤسسات بخيرة ما أنجبت هذه الأمة.
فقط كما تتردد في أفلام دولة شقيقة ( ح اشتغل بلقمتي) وحتى هذه تُعد طموحاً وحلماً بعيد المنال في ظل توقف الرواتب لهذه الفئات وضيق الحياة لعموم الشعب الصابر المحتسب الواثق في رحمة ربه.
والمتيقن من أن مؤسساته التي تحميه لن تتدخر جهدا لحماية هذا التراب وصون إنسانه ومقدراته وطموحاته.
ليحيا في بلد يعمرها بحبه وعلمه وإبداعاته ويحيا على أرضها بمحبة وكرامة وعزة.