بقايا حروف
بابكر عباس محمد
تمنيت لو كانت حقيقة
تخيلوا لو كان لكم القدرة على قراءة افكار من حولكم ومعرفة مايدور في رؤسهم.
تخيلوا لو أنكم لا تخدعون أبداً وترون العقول واضحة وضوح الشمس أمامكم ومرئية كمرايا تصر على توضيح صوركم كما هي بكل تفاصيلها.
ما أتوقعه أن لا أحد سيخذل أو يتألم وسيرحل الكثيرين عن محيطكم بهدوء مخيف ت تندهشون من عمقه ومرونته.
سترتاح خطواتكم المثقلة بإسم الثقة وستبرد روحكم المتعبة بالتعلق الوهمي.
ستنتهى تلك المجاملات الغبية والتودد المريب ولن تستهلكوا عقولكم في التفكير في الآخرين ستنامون وأنتم مطمئنون وقانعون.
ستتلاشي تلك الألوان التي يضفيها البعض على ظلام أرواحهم ليصلوا إليكم.
ستتجردون من فرط العطاء المزيف لتبقوا في محيطكم،
لن ينتهك البعض خصوصيتكم ومشاعركم.
سيتقلص الأصدقاء بصورة كبيرة ولن يبقى إلا من كانت نيته سليمة فقط.
ستصبح العيون مثل المصابيح تجهر ملامح من حولكم كلحظة كشف الغطاء فيصبح نظركم (سته على سته).
بعض البشر أسوأ من الجن نفسه في قباحة دواخلهم.
ستنتهي إبتلاءآتكم وقلة حيلتكم ويتوفق إختياركم على نحو تعشقون فيه قدركم بدل أن تسخطوه وتسبوه.
ستدور عجلة الأيام براحة أبدية تجعلكم تراهنون أن الجنة على الأرض وليست على السماء.
ستعرفون أنكم إستهلكتم أنفسكم جداً جداً في فك طلاسم علاقاتكم بمن حولكم ، ستحبون ذلك الغباء المصطنع الذي ستتبنوه عمداً لتظلوا تستمعون بالزيف المحيط بكم
وقد تتغير معاني الحياة ومفاهيمها لديكم وتطردون بكل قوة كل قناعة إرتضيتموها قهراً لتظل رهن المعتاد والمتوقع.
ستنتهي الحسرات والخوف والغياب، ستعرفون معنى أن تكونوا وحيدون لكنكم سعداء جداً ومرتاحون أكثر
وستصمتون أغلب الوقت و(تلملمون) حصاد ألسنتكم وكلماتكم المتهالكة التي كنتم تطلقوها بحسن ظنكم
وستعرفون وتؤمنون أنكم مختلفون وتظلون بعيدين تحافظون على راحتكم النفسية قبل كل شئ.
فمن أين لكم بمعجزة تجعل تلك الحواس واقعآ (تنغمسون) فيه من سوء من حولكم.
كسرة
دنيا لا يملكها من يملكها أغنى أهاليها سادتها الفقراء.