دراسة علمية : وسائل الإعلام السوداني ظلت تجسد رؤية السلطة الحاكمة لا رؤية الدولة
مدني: عاصم الأمين
ناقشت ورقة بروفيسور عبد المحسن بدوي محمد : ( الإعلام وتداعيات الحرب في السودان) التي قدمت في ورشة المحور الإعلامي الثلاثاء بمبادرة جامعة الجزيرة: (الحل الأزمة السودانية)، ناقشت دور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في حل الأزمات وإيقاف الحروب والنزاعات وبسط الأمن والسلام.
وتضمنت الورقة التي استعرضها الدكتور أيمن هاشم عميد كلية الإعلام بجامعة الجزيرة تحليلاً لواقع الإعلام السوداني التقليدي والحديث في مجال وقف الحروب ونشر السلام، محددة نقاط القوة والضعف والتحديات والفرص.
وتطرقت الورقة لأهم موجهات البرامج الإعلامية في تناول قضايا الحروب والنزاعات ونشر ثقافة السلام وإيقاف الحروب وموجهات برامج التوعية المجتمعية لوقف الحروب ونشر ثقافة السلام وبسط الأمن المجتمعي، ونظرت الورقة في دور الإعلام السوداني في إدارة الأزمات.
وتضمنت الورقة تقييماً وتحليلاً لواقع النظام الإعلامي السوداني وأثره على الأزمات في السودان، حيث حددت نقاط الضعف في الإعلام السوداني في مجال التعامل مع الأزمات وقضايا الحرب والسلام ومن أبرزها أن الرسائل الإعلامية الموجهة للمواطن السوداني لا تعتمد علي أي دراسات مسبقة.
وبحسب الورقة فإن من اكبر نقاط الضعف في الإعلام السوداني في هذا المجال عدم وجود منهجية واضحة وثابتة لإدارة إعلام الدولة حيث تجسد وسائل الإعلام رؤية السلطة الحاكمة فقط لا رؤية الدولة، فضلاً عن التدخل السياسي في الشأن الإعلامي منذ الاستقلال وعدم إقرار مبدأ المهنية في تناول القضايا الأمنية وقضايا الحرب والسلام بما يخدم الحفاظ علي أمن الوطن والمواطن.
وأشارت الورقة للضعف الذي يشوب أداء الصحافة السودانية منها عدم ظهور مؤسسات صحفية كبيرة والاعتماد علي الاستثمار الفردي، وعدم الاهتمام الإيجابي بقضايا السلم الاجتماعي وضعف انسياب المعلومات الموثقة وعدم الاهتمام بمواد الرأي والتحليل الاستقصائي خاصة في مجال نشر ثقافة السلام والأمن المجتمعي.
أما نقاط القوة فقد جاء أبرزها وفقاً للورقة العلمية أن الصحافة السودانية تقوم بدور رقابي وهى تحظى بوضع مقدر لدى متخذ القرار إلى جانب ربط الحرية الصحفية المتاحة بالمسؤولية خاصة في مجال المحافظة على الأمن القومي ونشر ثقافة السلام .
وأكدت الورقة أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الأزموي في إدارة الأزمات عبر نقل الحدث من موقعه بالعمق والشمول الذي يساعد على فهم أبعاد الأزمة وتطوراتها وآثارها المختلفة، والاهتمام بتنوع فنون الاتصال الإعلامي من تقارير وتحليلات وتعليقات عن الأزمة وتطوراتها، فضلاً عن الاهتمام بالمادة الوثائقية المصاحبة للتغطية الإعلامية.
ودفعت الورقة بعدد من التوصيات من أهمها إنشاء مجلس تنسيقي أعلى للإعلام يضم كافة المؤسسات الإعلامية التقليدية والحديثة والجامعات والأجهزة العسكرية والأمنية للتنسيق في مجال التوعية بقضايا الأمن المجتمعي ونشر ثقافة السلام.
ودعت التوصيات للاهتمام بالتخطيط الإعلامي والاتصالي الإستراتيجي لتحقيق أكبر قدر من التنسيق والتعاون في التصدي للأزمات والمخاطر وإعادة تأهيل الكوادر الإعلامية داخلياً وخارجياً في مجال الإعلام المجتمعي لمواكبة المتغيرات الداخلية والعالمية في هذا المجال والاهتمام بالتدريب في مجال الإعلام والإعلام المجتمعي وإعلام الأزمات.
وأكدت التوصيات ضرورة التعامل العلمي مع الأزمات، وشددت على ضرورة انفتاح الإعلام على المجتمع في كافة مؤسساته الاجتماعية والتعليمية فضلاً عن – الاهتمام بالإعلام الخارجي ودوره في المحافظة على الأمن المجتمعي .
ونبهت الورقة لضرورة الاهتمام بالتشريعات الإعلامية وأخلاقيات المهنة التي تساهم في المحافظة على الأمن المجتمعي والاهتمام بدور وسائل التواصل الاجتماعي في مجال التوعية المجتمعية.