نقوش منوعة
د.كوثر باباي
إستنساخ التجارب وضيق الأفق!
ما أضر بأغلب مجتمعاتنا هو عدم المقدرة عند البعض فى تقديم رؤاهم وأفكارهم بطريقة تقنع من حولهم فتجد البعض يحمل أفكارآ ناجحة ولكنه لايستطيع المبادرة بها، ويفلح إذا سمع طرح يُشابه أفكاره فقد تجده يجيد النقل ويُلبس تلك الأفكار التى سمعها ثوب بألوان غير التى كان عند من نقلها منه.
لذا تجد هؤلاء ليقنعك بتلك التجارب المنقولة يتعثر كثيرآ ثم يثبت فهذا هو الذى يجعل منها تفقد قيمتها ومعناها عند من طرحها فمثلآ عند بداية شارع الحى يفتج نجارآ مكانآ للتنجيد وتتفاجأ بعد يومين أو ثلاث وقبل أن يُنزل فكرته على أرض الواقع يجد من سريعى نسخ الأفكار وتبنيها من يقوم مقامه ويستشف فكرته ويُنزلها بل وعلى جناح السرعة ومابين ليلة وضحاها يفتح مكانه وكأنه كان ينتظر تلك التجربة.
وكذلك تجد من يشترى ركشة ومن بعده تجد أن الحي كله يقلده لذا ينقص أفكارنا عدم التجويد لأن البعض مِن مْن يُطبقها يكون ناقلها فيأخد وقت ليدرسُها بعد نقلها على عكس صاحب الشأن الذي منحنا تلك الرؤى لأنه قد يكون متخصص فيها .هذا هو التقليد أو النقل وعدم الإبتكار الذي ظل يُلازمنا في مناح عديدة.وساعد على عدم تقديم المشاريع والرؤى الناجحة والتى كان من الممكن ان يُقدمها كل صاحب فكرة يثق بنجاحها لو تأّتت له الظروف واتُيحت له البيئة المحفزة لإنجاحها ولو وجد الاهتمام من أصحاب الشأن لكان المجتمع برمُته يسعى ويشجع المخترعين والمبدعين فى شتىّ ضروب الحياة ولتطورت لديهم حاسة الإدراك والإبتكار ولكن مايحدث هو العكس فأغلب المشاريع وخاصة عند بعض من يملكون المال هي صورة طبق الأصل و بالكربون لمشاريع أصلاً مستمرة أو مستنسخة من أخرين.
وهذا يجعلنا دوما ندور في فلك واحد دون أن تساعدنا الدراسات ومايسمى بالتخطيط الإستراتيجي في تصميم مشاريع جماعية تدر على الجميع دخلاً بعيداً عن دكان وركشة وأمجاد وحافلة مشاريع تستهلك موارد البلد أكثر منها دعماً للإنتاج و الإقتصاد.