نوقش متنوعة
د.كوثر باباي
وكشفت الحرب مانخشاه
من المعايير التى يقاس بها تقدم الأمم والشعوب هى رقي الخدمات وتسهيل المعاملات وإحترام الإنسان طالما كان الإنسان هو المحرك لمحور هذه الحياة بمختلف ثقافتها واِرثها ومعتقداتها.
حيث تميز الدين الإسلامي وتفرد بإحترام خصوصية الإنسان ووضع لها منهجاً وضوابطاً تكفل للفرد حريته التامة وتقيده عند نقطة المساس بالثوابت والمبادئ والقيم ،لذا كان الضمير والوازع الأخلاقي ضابطاً في إطار المسئولية الفردية أمام الله سبحانه وتعالى وأمام القوانين البشرية المنظمة للحياة.
أما فيما يدور بقبول الآخر وهو لا شك فى أنه من أقوى الحلقات التى يمكن أن تسهم في الإستقرار والنهضة والسلام والتنمية.
ولكن مايصيب باليأس ،ضعف هذه الحلقة في واقعنا اليومي ،حيث أننا نعانى جميعا كمجتمعات وأفراد بقبول بعضنا البعض لافكرياً ولا سياسياً ولا حتى إجتماعياً بل وحتى ليس لدينا حد أدنى للتوافق على المصلحة العامة أو الثوابث لتكون النتيجة كارثية ويكون الرأي الشخصي هو الفيصل في التعامل في كثير من الإمور وأحياناً يكون معيار تعاملنا يحدده الإنطباع أحب ولا أحب وننسى بأن هذا قد يقودنا لتدمير بعضنا البعض،في مجال العمل أو حتى على المستوى الشخصي.
ومع كل ذلك نجد بأن هذه الحرب بينت للجميع إيجابياتنا وسلبياتنا وكانت ولازالت فرصة للمراجعة وخطوات التنظيم وكان الدافع و العنوان الرئيس لقبول الآخر هوالوطنية والسلام والمحبة لأنه الطريق الوحيد الذي يوحدنا كجنس سودانى واحد والهوى والهوية أيضاً سودانية.
فعلينا أن نعى الدرس ولاننسى تاريخنا الجميل الحافل كشعب سوداني معلم للشعوب في الكثير من المناحي كل ذلك يمكن أن يعود بأفضل مما كان ننقي فيه شوائب الماضي ونحسن من أدائنا لننهض بهذا الوطن الذي تأخر كثيراً بفعل الفرقة والشتات.