تبكيك الجوامع الأتبنت ضانقيل
كتب: حماده العوض
عندما كنا صغار بحي المزاد بودمدني نتحلق حول الراديو في ذلكم الزمان نستمع لصوت يحمل الدفء والوعد لغناء في وقت كل من يطل عبر هذا الجهاز العجيب يعد من الأفذاذ كيف لا وقد كان علي شمو وخوجلي صالحين وحمدي بولاد وعمر عثمان وليلي المغربي وغيرهم وغيرهم كيف لا ونستمع عبره ل أحمد المصطفي وعثمان حسين ومحمد وردي والجابري والكابلي والشفيع وأبو داؤود وغيرهم وغيرهم ونستمع عبر الإذاعة للمادح السماني أحمد عالم والمقرئ الشيخ صديق أحمد حمدون و تفسير بروفيسور عبدالله الطيب وتأملات فراج الطيب وغير ذلك وتستمتع ببرامج ركن الأطفال والجد مختار وغيرهموغيرهم ، لكن كان يستوقفنا غناء محمد الأمين للصوت مساحات تأخذ الألباب و كاريزما موسيقي حالمة ترحل بنا.
كبرنا مع كل ذلكم الجمال ذلكم التفرد و تطور السمع لدينا وتعددت القراءات وتعرفنا على أنواع مختلفة من الأصوات والموسيقى وما زاد عندنا غير مزيد من الحب والتأمل في هذا الحضور الجميل للفنان محمد الأمين اختيارات لشعراء كبار ألحان وموسيقى ومتغيرات وكوبلهات وأصوات و فواصل تزيد من الجمال جمال.
إن ابن القرية ود النعيم قاوم المستحيل وصنع لنفسه مكانه قل ما توصف بأنها متميزة طوع محمد الأمين الفن والغناء والموسيقى وزاحم الكبار واختار أصعب الكلمات وصاغ الحانها ببراعة وعبقرية الجريدة و زاد الشجون واختار قصص الغناء وحكي الموسيقى.
كنا ونحن شباب بالجامعات نفتش حفلات الأستاذ نادي الضباط بالخرطوم ( ردها الله لنا ) وحفلات مسرح الجزيرة والاعراس بودمدني وكنا كلما استمعنا يزيد عندنا الحب ويزيد عندنا الفهم لجماليات الألحان والكلمات ، إن السودان يفقد اليوم جزء كبير من تأريخه جزء أصيل من فنه و من ركائزه.
لقد نعي النعاعي اليوم الفنان الموسيقار محمد الأمين وكأنه نعي لنا عبر غصة بعض منا لكن ليس لنا من الأمر شيء فالموت حق والحياة حق .
إنا لله وإنا إليه راجعون
والحمدلله رب العالمين