خواطر عائد من النزوح (١١)
مصطفى هاترك
شالها.. هوووو
أجمل ثلاثة أشياء في (حبوبة) كانت شلوخها ، رائحتها المميزة دون تعطر و محفظتها الجلدية ذات اللون البني المصنوعة من جلد البقر.
كانت تجود علينا حبوبة ببعض الفكة من محفظتها و لما كنا دائماً ما نطمع دائماً في المزيد كانت تدسها تحتها و تخبرنا بكل براءة (شالها هووو) لم نك ندرك و لم تدرك هي أن تلك ( الغشغشة) بدايات تربيتنا على الكذب المباح.
تكذب بحب و نصدقها ببراءة
كبرنا و دخلنا المدارس فقرأنا محمود الكذاب
هجم النمر… هجم النمر….
َ لم نعلم حتى الآن ما الدافع الذي جعل محمود يكذب
و جعل القرية تصدق مرتين… هذا كذب يدرس
يبدو أن الكذب كسلوك تمّ غرسه فينا غرساً
الدودو و ود ام بعلو و البعاتي و ترب البنية أكاذيب في أحاجينا صدقناها بغباء و لا زالت تسكن فينا.
حدثنا أهلنا عن جدنا الفارس المغوار و عن أرجله
الكارة ( بالواطة) و هو فوق حصانه يضرب بسيفه فيقتل عشرة عن يمينه و عشرة عن يساره… كبرنا فعلمنا أن كل أندادنا لهم مثل هذا الجد الأسطورة.. و أننا جميعاً نتكيء على تلك الأسطورة…
كذبوا علينا بغباء و صدقناهم ببراءة.
حدثونا عن شرف أسرتنا و سلسلتها الممتدة حتى سيدنا النبي…. كبرنا فعلمنا أن هذه السلسلة في معظم بيوت حلتنا، مدينتنا و بلدنا….دار دار شارع شارع… زنقه زنقة.
و لربما خرج كل موروثنا من الكذب في هذه الحرب الدائرة الآن…. بيانات كذب…فيديوهات كذب… َروايات كذب….
نخشى أن نسأل أين بيوتنا
فتأتي الإجابة
شااااالها هووو