شذرات فكرية
د. السماني محمد حمد النيل
*فايتنا لابتودع ولا بتمهلنا اللقاء.*
الحبيب بشير محمد آدم إبن عمي الغالي ” او كما يحلو لي مناداتك ب (الخال) تيمنا بحنانك وعطفك المعهود وخُلقك الرفيع. ركيزتنا ونورنا وحكيم مجلسنا ” اليوم تغادر روحك الجسد وتفتح مساحات للألم في قلوب الأحباب ويبقي الالم ساكن فينا وانت تغادر كالنسمة دون إيذان أو كلمة وداع كنا ننتظرها لنتهياء للحظة فراقك المُر ” كنت فينا أنساناً تحمل أخلاقا ملائكية وإنسانية منعدمة في زماننا هذا ” صاحب روح طيبة وخُلق رفيع تواضع لم نشهده في هذا الزمان الاغبر.
رغم الشتات الذي فرضته علينا ظروف الحياة لكنك كنت شخصا مختلفا عن جميع أقرانك واخوانك وبنو عمومتك فكيف لا وانت لم تجرح احد ولم تؤذي جارا ولم نسمع لك صوتا منذ أن نعومة أظافرنا ” يشهد لك الجيران والأهل والاحباب بأنك أنموزجا يشار إليه بالبنان في سماحة الأخلاق والتواضع والتربية الحميدة ونور عقلك بالعلم والمعرفة والتواضع والعقلانية ووزن الأمور بالقسطاط ويمتد ذلك من أسرة طيبة نشأت في كنفها لم نسمع عنها إلا خيرا كيف لا وقد كنت مقيما لصلاة الجماعة طيلت ما رافقناك لم تفت عليك إقامة لصلاة الجماعة سواء أن كان في موقع عملك أو وسط اهلك بالقرية وهذا مايشهد به حمائم المسجد التي أنت كنت رفيقا لهم.
ارقد بسلام في دار الخلود فقد تمنينا أن تدرك اننا نحبك حياً بيننا وروحاً طيبة رُفعت إلى إلى رب رحيم ” كنت أخا وصديقا وأستاذا يداوي الجروح بتطيبب خواطرنا بطيب كلامك وجمال روحك ولين عريكتك فقد حظيت بمرافقتك حينما كنا نعمل سويا بمدينة سنار وكانت نعمة الرِفقة ونعمة الصُحبة فكنت ابا واخا وأستاذا ومربيا لجميع الشباب آنذاك.
وانت توادعني في طريقك للأسرة بعد رحلة إستشفائية بمدينة مدني قلت لي سوف التقيك بعد عودتي أن شاء الله ولم توفي بوعدك بعد!! لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
وعند المولى الأعمار كلها بمقدار زمانا ومكانا وقُبضت روحك الطاهرة ولم كنا نعلم أنه آخر لقاء.
انا لله وانا اليه راجعون _ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام _جائز الموت.
أرقد بسلام.