خواطر عائد في زمن النزوح
مصطفى هاترك
ما زلنا نكذب
كان ( جوزيف جوبلز) يتحكر على قمة هرم الإعلام النازي حتى عرف بأنّه بوق هتلر و صوت النازية.
مدرسة جوبلز الإعلامية مؤسسة على مبدأ مقولته الشهيرة : أكذب… أكذب.. ثم أكذب حتى يصدقك النّاس.
يبدو أننا صرنا إلى زمان صار فيه الكذب أعلى من الصدق بواقع أنّ مواقع التواصل الاجتماعي فتحت نوافذها لكل مستطرف و مستظرف و كل مستسهل غير مستلهم فكأنما هم من عناهم الله سبحانه وتعالى بقوله
(( و تجعلون رزقكم أنكم تكذبون)).
الكذب في ديننا الإسلامي أعلى درجات الفجور حتى أن لفظ الكذب ومشتقاته ورد في ٢٥١ موضعا في القرآن الكريم ، كما و قد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه رأس الخطيئة و طريق الفجور ( وإياكم والكذب، فإن٤ الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
بيل كلنتون الرئيس الأمريكي الأسبق تمّ استجوابه من قبل مجلسي الشيوخ و النواب لا بتهمة تحرشه بالمتدربة الجميلة تلك، بل بتهمة الادلاء بمعلومات كاذبة في تطبيق من دون علم لمبدأ إسلامي علمناه و لم نطبقه.
عن أَبِي الدَّردَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَل يَسرِقُ المُؤمِنُ؟
قَالَ: «قَد يَكُونُ ذَلكَ»
قَالَ: فَهَل يَزنِي المُؤمِنُ؟
قَالَ: «بَلَى، وإن كَرِهَ أَبُو الدَّردَاءِ»
قَالَ: هَل يَكذِبُ المُؤمِنُ؟
قَالَ: «إِنَّمَا يَفتَرِي الكَذِبَ مَن لا يُؤمِنُ، إنَّ العَبدَ يَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمَّ يَرجِعُ إلى رَبِّهِ فَيَتُوبُ، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيهِ».