تغريب الإعلام

د. خالد يوسف بكري

 

 

 

* أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تؤدي دورًا رئيسًا في بناء الوعي، وصارت ركنًا أساسيًّا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات بالنسبة لكثير من الأشخاص في العالم.

* فواجب هذه الوسائل نحو المجتمع هو بنـاء وعـي جماهيري، وتوجيه المجتمع نحـو انتقـاء المحتـوى الذي يتوافق مع دين وعقيدة وعادات وتقاليد الأمة الإسلامية، وتشـجيع أبنائه عـلى المشـاركة في تقديـم وتطويـر محتـوى متميـز، واسـتخدام التكنولوجيـا الحديثـة في إيجـاد مضامـين إعلاميـة مبتكرة، بهـدف الضبـط الإعلامـي وبنـاء الـذوق العـام للمجتمـع والارتقـاء بمنظومـة قيم وأخلاق المسلمين.

*وقد تحقَّق لأعداء الإسلام ما سَعَوْا إليه، وهيمنوا بالفعل على معظم وسائل الإعلام بأشكاله المختلفة، وقامت هذه القنوات الإعلامية التغريبية تساندها التيارات العلمانية والليبرالية العربية المغرَّر بها.

* وقد كان لتلك القنوات الإعلامية التغريبية أثرٌ مدمِّر في إفساد التصوُّرات والسلوكيات في المجتمعات المسلمة، وهذه القنوات سواءٌ أكانت قنواتٍ فضائيةً أو مواقعَ إنترنت، أو ما يُمكِن أن يُستحدث، فهي تعتمد في تغريب المجتمعات المسلمة على نهج دول الغرب.

* فوسائل الإعلام تعدّ من أهمّ القنوات الفاعلة في تقديم الأخبار وتشكيل الصّور بطريقة مبهرة ومثيرة ومبالغ فيها، حيث تؤدّي أدوارًا هامّة في المجتمعات الإنسانيّة، وتأثّر في جوانب الحياة المختلفة، حيث تمدّ الإنسان بمختلف المعلومات والأفكار، والانطباعات والتّصورّات المختلفة، وهو ما يُسهم في تشكيل مختلف الصّور، ونلحظ أنّ هذه الوسائل عادةً تقوم بتقديم هذه المعلومات وِفق سيّاسة إيديولوجيّة تهدف إلى خدمة مصالحها وأغراضها وسيّاساتها والأشخاص الذّين يمتلكونها ويسيّرونها.

* فالإعلام استُغل منذ وقت مبكر في نشر الإلحاد والطعن في عقيدة المسلمين، وتلميع الباطل وترويجه، الأمر الذي أثر على ثقافتنا العربية والإسلامية، بما يروج له من الخلاعة والرذيلة، ونبذ القيم والتقاليد. وبما يدعو له من المنكرات والجرائم وغير ذلك.

* وكان نتيجة ذلك ما حصل للمسلمين من الابتعاد عن دينهم وقيمهم وثقافتهم وحضارتهم، وما ذلك إلا لجريهم وراء هذا الإعلام الغربي.

* ومن آثار هذا الإعلام الغربي اليوم، نشر الفساد الأخلاقي: ويقوم على نشر أخبار أهل الفسق والمُجون من العالَمَين العربي والغربي، وتزيين قبائح السلوكيات بتسميتها بغير أسمائها، فتخف على النفوس، وتستهوِي الناس.

* فيسمُّون الزِّنا ممارسةَ الحب، وينقلون الأخبار الخادشة للحياء، المثيرة للكمائن؛ بل يصل الأمر إلى تتبُّع أخبار بعض الساقطات، مع ما يُضَمُّ إلى تلك الأخبار من صور!

* كما تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي من توسيع منافذ نفوذه، حيث أضحى العامل الرّئيس في تشكيل الصّور الذّهنيّة في الذّاكرة الإنسانيّة، وقد نجم عن ذلك تكوين صور ذهنيّة عن الإسلام ووصفه بأنه دين يدعوا إلى الإرهاب ، فظهر مصطلح الإسلاموفوبيا وغيرها من المصطلحات التي تنفر من الإسلام والمسلمين.

* وتعدّ صناعة الأفلام والمسلسلات والرسوم الكاريكاتوريّة من أبرز الوسائل الإعلاميّة الفاعلة المساعدة على خلق الصّور الذّهنيّة، خاصّة وأنّ الغرب اتخذ من الأفلام والمسلسلات والرسوم الكاريكاتوريّة وسيلة لتشويه وتحريف صورة المسلمين في الأفلام وشبكات الإنترنت والتّواصل.

* إنّ الملاحظ أن الأفلام والمسلسلات وشبكة الإنترنت ووسائل الاتّصال الاجتماعي يلحظ أنّها تهدف إلى خلق العديد من الصّور التّشويهيّة السّلبيّة عن الإسلام والمسلمين.

* أيضاً يلاحظ أنّها تهدف إلى خلق العديد من الصّور التّشويهيّة والسّلبيّة عن الإسلام والمسلمين، وتصوّرهم بأنهم انتحاريون إرهابيون يفجرّون أنفسهم والعالم، وينشرون الذّعر والهلع والخوف، وهذا ما يلاحظ بصورة أكثر وضوحًا في الكثير من الأفلام والرّسوم الكاريكاتوريّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى