كل الحقيقة عابد سيداحمد
نبيل المتوكل وحكايات ماقبل الرحيل
* ما تزال صورته فى ذهنى وهو يحاول النهوض بمنزله لاستقبال ضيفه وزير الصحة حينها البروف مامون حميدة الذى تكبد المشاق ليزوره فى بيته النائى فى جنوب الخرطوم.
* وعندما لم يقو الممثل نبيل متوكل على الجلوس لوحده لتمكن المرض من جسده النحيل طلب من زوجته مساعدته.
* فيسارع الوزير بروف مامون بالجلوس بجواره فى سريره ليساله عن صحته فيردد بخير الحمد لله فالرجل كان بروحه المتقدة لا يريد الإستسلام للمرض.
- * وعندما طلب منه الوزير اوراقه العلاجيه قال إن هناك شركة زارته قبل ايام واستلمت كل اوراقه ووعدت بنقله للعلاج بالخارج
* فتمنى له الوزير الذى كان يريد أن يقف بجانبه كما وقف مع الدرامية المخضرمة فائزة عمسيب بتوفير تكفلة علاجها بالخارج من حر ماله.
* وبروف مامون ماطلبناه فى موقف انسانى إلا كان سباقاً وهناك قائمة طويله من الذين وقف بجانبهم للعلاج بالداخل والخارج من ماله الخاص اخرهم المعلق الرياضى المعروف الأستاذ مامون الطاهر أمد الله فى عمره
* المهم ان الوزير قدم مساهمته الممكنة وغادر بعد أن علم أن هناك من سبقه.
* لتكشف الأيام أن نبيل بقى معانياً فى منزله وان الجهات الأخرى لم توف بوعدها
* فرضى بقدره ولزم فراش المرض فى بيته إلا ان المليشيا بعد الحرب لم ترض ببقائه فيه فاجبرته على الخروج وهو مقعد يتحرك بعجله باحثاً عن ماوى له ولاسرته الصغيرة فاختار ارض المحنة الجزيرة قبل سقوط مدنى وقبل لحاق المليشيا الارهابية به هناك.
* وفى مدنى هيأ له صندوق دعم الطلاب غرفة فى داخلية طالبات جامعة الجزيرة التى استخدمت لإيواء النازحين.
* فحمد نبيل الله على وجود ماوى له بعد الرحلة القاسية من الخرطوم لمدنى فى ظل تلك الظروف والأيام.
* وقامت الشرطة بتكريمه فى يوم مشهود فى مقر إقامته كنت من حضوره مع قيادات الشرطة ومحبيه الكثر.
* وكانت للمذيعة د. نهى يونس دور كبير فى الوقوف بجانب نبيل فى دور الإيواء حتى سقوط ودمدنى والعمل على نقله فى ظل غياب وسائل النقل الى سنار ايامها مع معاناته من المرض وقسوة المليشيا التى لا ترحم مريضاً ولا توقر كبيراً ولا ترفق بأمراة.
* ومن سنار انتقل نبيل واسرته للقضارف بحثا عن الأمان فى ظل صراعه مع المرض لينتقل هناك إلى الرفيق الأعلى.
* انتقل هناك إلى دار الخلود بعد أن فقد الاستقرار فى دنيانا مع مرضه.
* رحل وهو حزين لما ال اليه حاله وحال الوطن وانسانه من جراء انتهاكات المليشيا الغاشمة التى شردت أهل السودان ونكلت بهم واذاقتهم كل انواع العذاب ومن الإهمال الذى وجده قبل الحرب منا.
لك الرحمة ايها المبدع وانت تنتقل الى جوار ربك بعد رحلة عناء طويلة مع المرض والتشرد والنزوح.