حارس البوابة الجديد

د. خالد يوسف بكري

 

 

 

* غربلة المادة الإعلامية وتمريرها من أهم مرتكزات نظرية حارس البوابة، وهذه النظرية – أي نظرية حارس البوابة – من أهم نظريات الإعلام في “علم الاتصال”. حيث ذاع صيتها في سبعينيات القرن الماضي.

* تفترض هذه النظرية وجود حارس للبوابة الإعلامية؛ أي: وجود شخص مسؤول عن فلترة وتمرير المادة الإعلامية؛ إذ تقع بيده سلطة النشر الإلكتروني والصحفي والإذاعي والتلفزيوني.

* سواء كان هذا الشخص رئيسًا للتحرير، أو مسؤولًا عن الموافقة على نشر المضامين الإعلامية في الوسائل التقليدية آنفة الذكر، أو الحديثة؛ مثل وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.

* وسواء علا منصبه أو دنا، فيعتبر هذا الإعلامي أحد أفراد حراس البوابة الإعلامية، وهو محاسب على ما يقدمه من فكر ومضامين تؤثر في عقيدة وفكر، وثقافة وسلوك الجماهير.
* لا زالت هذه النظرية إلى يومنا هذا تفسر تتبع مسار نشر الأخبار ذات الصلة بالشأن العام داخل المؤسسات الإعلامية.
* وهي تختص في المقام الأول في تدخل القائمون على العملية الإعلامية بغربلة الأخبار والسماح للبعض منها بالنشر وحجب أو تعديل الأخرى، وبذلك فهم من يمتلكون سلطة قرار تمرير أو حجب هذه المعلومة أو تعديلها قبل أن تصل إلى جمهور وسائل الإعلام.

 

* على مدار عقود كان تحديد الأجندة الإخبارية دائما ضمن مهام غرف الأخبار، وما يشغل بال الإعلاميين هو القدرة على تمرير هذه الأجندات والملفات على ما يعرف بـــ”حارس البوابة” الذي يتمثل، في كثير من الأحيان، في الجهات الرقابية الحكومية.

* أما اليوم ومع اعتمادنا على التكنولوجيا في هذا العصر الرقمي ظهر لنا “حارس بوابة” لا يقل صرامة عما سبقه، وهو ازدواجية معايير مواقع التواصل الاجتماعي.

* الخوارزميات ومحركات البحث اليوم تؤثر في شكل المحتوى وآليات النشر، ومن خلال عمليات التلقين الآلي فإنها تعمل على توجيه المحتوى من حيث تحكمها في نوعية المعلومة التي يمكن أن يتحصل عليها الجمهور خلال البحث، وأيضا تحديد الجمهور الذي ستصل إليه القصة أو الخبر.
* ومع تطور الذكاء الاصطناعي، لم تعد الخوارزميات تتبع المحتوى وتلتقط المصطلحات المكتوبة فقط، بل محتوى الصور ومقاطع الفيديو حتى وإن كان البث مباشر.

* وهذه البرامج وحتى وإن كانت لها قدرات محدودة في تحديد المحتوى، لكنها تتطور سريعا وأصبحت خلال السنوات الأخيرة أكثر فاعلية لدرجة أن أي محتوى أو مصطلح ضد سياسات بعض مواقع التواصل الاجتماعي يجري التعرف عليه؛ ومن ثم حجبه أو تحديد الجمهور الذي سوف تصله المادة الإعلامية.

* يصف العديد من خبراء التقنية أن الإجراءات التي نفذتها بعض شبكات التواصل الإعلامي بالإعدامات، حيث شملت عمليات التقييد وتقليل نسبة الوصول والحذف وحتى الإخفاء.
* وأصبحت العديد من الحسابات الشخصية والصفحات ذات التفاعل العالي تتعرض لخطر الحذف أو التقييد، فاتُّخذت إجراءات صارمة تجاه صفحات قائمة تمتلك متابعين بالملايين لتجد أنفسها محرومة من مساحاتها الرقمية بقرارات فجائية، وهو ما يطرح تساؤلات عن معايير السياسات التي تدير هذه المنصات وشفافيتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى