مكتولين هواك يا سيد الإسم

 

برغم أنه ليس من أبناء كردفان إلا أن الشاعر عبد الجبار عبد الرحمن كتب (مكتول هواك يا كردفان).

الإغنية التى أبدع فى تلحينها وادائها إبن كردفان الموسيقار د. عبد القادر سالم وذاع صيتها بصوته الجميل.

وعبد القادر من الذين تعلقوا بتراث كردفان منطقته الجميلة الساحرة التى أعجب بها الشاعر عبد الجبار الوافد اليها عندما عاش فيها وسحرته بجمالها.

وميزة عبد القادر أنه بعد أن تشبع بذلك الجمال في منطقته نقل تراثها من محليته للقومية إبداعاً مشى بين الناس ثم نشره خارج البلاد.

و ظل لسنوات طويلة يشنف إذاننا بالروائع … و يبعث فينا الدهشة فى مسيرته فى كل شيء

ففى مجال الغناء وازن بين التراث والمعاصرة فى اغنياته بالداخل فابدع ووظف المقام السودانى الخماسى مع ملامح مقامات عربية فى مشاركاته الخارجية فأدهش.

واستطاع خلال مسيرته الحافلة بالعطاء ان يسجل لمكتبة الاذاعة عدداً كبيراً من الروائع التى نقشت فى دواخلنا والتي من بينها مكتول هواك يا كردفان وليمون بار وأسير غزال وكلم قمارينا وبسامة والنوم جافاني وغيرها الكثير الكثير … ليردد حتى أجانب كثر اغنياته.

اما عبد القادر الإنسان فعندما كنا فى وزارة الثقافة والإعلام كان لا ينقطع عنا ليس بحثاً عن موقع أو خدمة تخصه وإنما عاش حياته من أجل الآخرين فكان يحمل هم المريض من زملائه حتى يتعالج ومن يمر بظروف منهم حتى يتجاوزها لهذا عندما نافسه الموسيقار الكبير محمد الأمين على رئاسة إتحاد الفنانين اختاره الاعضاء وقدموه رئيساً عليهم بمنطق إنه (زول حارتهم).

و هو الذى هرول للدفاع عن زميله خوجلى عثمان الذى طعنه مهووس أمام إتحاد الفنانين حتى تعرض للإصابة وهو يمسك بالقاتل يسلمه للشرطة.

وعندما زرنا مرة الفنان عبدالرحمن عبدالله فى منزله أيام مرضه قبل رحيله برفقته.

بكى عبدالقادر وهو يمسك بيد البلوم ثم أخذ يمتدح ما قدمه عبد الرحمن لكردفان وللوطن الكبير وعن مميزات عبد الرحمن الغنائية حتى ابكاه.

ليرد عليه البلوم بقوله هكذا أنت كبير كبير يا عبد القادر

وهكذا ظل رجل مبادئ لا يتزحزح عنها.

فعندما لجأ النجوم للمهاجر فى أعقاب إندلاع الحرب رفض هو مغادرة منطقته بام درمان وبقي فيها وسط الرصاص والدانات منذ بداية الحرب و حتى مرضه قبل أيام

ان عبد القادر خلق ليبدع وليخدم الاخرين الذين جاء دورهم الآن دولة وزملاء وشعباً لنقف بجانبه فى مرضه حتى يتعافى.

إنه يستحق وأكتر صاحب الإسم الكبير فى حياتنا الذى صنعه بتفرده فى كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى