خاطرة…

كتب: إبراهيم عابدين

 

 

عن لقاء السحاب بين الشاعر عثمان بشرى والقاص والروائي عبد العزيز بركه ساكن..
لماذا أدهش بركه ساكن الناقد والقارئ الغربي ؟؟
أمسية ( محضورة )
بدار تجمع الفنانين السودانيين بمصر ،وبمبادرة لافتة من القاص والصحفي محمد إسماعيل جمعت الشاعر عثمان بشرى والقاص والروائي عبد العزيز بركه ساكن – فكرة الجمع بين شاعر وروائي في (حوارية )
– فكرة تستحق الإشادة بصاحب الفكرة الإستاذ محمد إسماعيل.
قسمت الجلسة على ثلاثة محاور ، المحور الأول أسئلة من مقدم الجلسة لعثمان وبركه والمحور الثاني أسئلة متبادلة بين بركة وعثمان والمحور الثالث كان مداخلات الحضور .
الخاطرة التي عنت لي وأنا أتابع المحور الثاني في الجلسة وهي الحوار بين عثمان وبركه – كانت إشارة عثمان بشرى من خلال سؤال : لماذا أدهشت روايات بركه ساكن الناقد والقارئ الغربي بعد ترجمتها إلي أكثر من لغة لتفوز أعمال بركة بأكثر من جائزة عالمية ؟؟
عثمان بشرى يري أن بركه ساكن كاتب ذ كي إستطاع من خلال كتاباته الأخيرة ان يجذب القارئ الأوربي ويعرف ماذا يريد هذا القارئ، ولعل البعد ( الأسطوري ) التي وجده في كتابات بركه ساكن لفتت نظر القارئ الأوربي الذي ربما كان يفتقد هذا البعد في أدبه.
إشارة عثمان بشرى أيضا إشارة ذكية من شاعر ذكي ولعل الوصول إلي( العالمية )تبدأ من إهتمام الكاتب بمظاهر مفردات الحياة ( المحلية ) – ولعل هذا مانجح فيه ( ماركيز ) لإهتمامه بمظاهر الحياة ( الأسطورية ) في مجتمع ( امريكا اللاتينية ) – وهو مانجح فيه بركة ساكن أيضا، عندما إنتبه لمظاهر ( الفانتازيا ) والأسطورة في حياتنا- وإلا ماذا نسمي تلك الصور التي جاءت في
(طبقات ودضيف الله )
مثل كرامات الشيخ (عووضة القارح)، الذي كان إذا قال للعود اليابس في (راكوبة ) أثمر ، في ساعته يخضر ويثمر بأمر شيخ عووضة القارح ، وماذا نسمي أحوال الشيخ بانقا وهو طفل صغير يرفض الرضاعة في نهار رمضان ، وينقذ خاله ” التماري ” من الغرق برجله عندما غرقت مركبه في بحر أبيض وقد اكتشفت امه هذه الكرامة عندما جاءت لتصحيه من النوم فوجدت أن في إحدى رجليه أثر الماء .
وماذا نسمي (طيران )
الشيخ القدال في السماء أثناء رفعه الأذان في الخلوة . وماذا نسمي نغمات الشيخ ( مكي الدقلاشي ) على الطنبور فيشفى المجنون ويفيق.
لعلنا بهذا الأثر الأسطوري في مظاهر حياتنا لانستغرب نحن عندما يكتب بركه ساكن قصة قصيرة عن إمرأة في ساعة المخاض تضع جروا صغيرا يقفز من النافذة في الغرفة بدلا من أن تضع طفلا أدميا ترضعه من ثديها.
فهل ياترى هذا واحد من أسباب إهتمام الناقد والقارئ الأوربي عندما ترجمت للغته كتابات بركه ساكن؟؟
ليصبح بركه ساكن ( كاتبا عالميا ) يفوز بأكثر من جائزة عالمية ؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى