هيئة العمليات.. وغلطة الشاطر !!
* سألني رفيق نزوح في جلسة مراجعات وسط معاناة التشرد بمناطق النزوح :هل لو كانت هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات ايامها موجودة يمكن أن تستباح الخرطوم بواسطة المليشيا بالطريقة والسهولة التي تمت ؟ فاجبته بلا تردد لا.
* فالمتمرد حميدتي كان يعرف كل شئ عن هذه الهيئة التى كان في زمان مضى ينتمب اليها بطريقة أو بأخرى وكان يعمل لها الف حساب من معرفته بقوتها و قدراتها وامكاناتها وانجازاتها.
* ولأن مخطط (١٥) أبريل كان يرتب له حميدتى ومن معه فى الظلام وهو مدرك بأن مهمته لتنفيذ مخططه الغادر لن تكون ممكنة أو سهلة في وجود هذه القوة الضاربة التى تجيد حرب المدن والتى انشات لتكون قوة قتالية بجانب القوات المسلحة عمل على حلها.
* و بحسن نية وفي غلطة شاطر استجاب الرئيس البرهان لنائبه وقتها وتم حل الهيئة التي كانت تخيفه وتسريح منسوبيها.
* وبعد حلها والذي سبقه اضعاف القحاتة للجهاز القوي بسحب سلطاته وصلاحياته سارع حميدتى بالإستيلاء على مقار الهيئة والياتها وحولها لمناطق لقواته واسلحته.
* وقويت بحلها طموحاته خاصة وانه بحكم موقعه وقتها كان يعرف عدد الجيش وعتاده ويعلم انه لم يخض حرب مدن قريباً وان المستعدين لخوضها هم منسوبي هيئة العمليات الذين تم تسريحهم.
* لتطلق المليشيا الرصاصة الأولى بعد أن رتب قادتها كل شئ للاستيلاء على السلطة بالبلاد خلال ساعات.
* نعم بعد أن رتبوا كل شئ بحساباتهم واعدوا حتى بيانهم لإذاعته ولكنهم نسوا ارادة الله والتى لم تمكنهم من تحقيق ماسعوا اليه حتى الآن برغم مرور عام ونصف على الحرب و برغم استمرار دعم الكفيل واعوانه للمليشيا بكل شئ
* المهم اننا دفعنا ثمن غلطة الثقة في حميدتي وخطأ استجابتنا له بحل الهيئة التي كانت تخيفه لتتمكن قواته من الانتشار بالمواقع الاستراتيجية ثم غضننا الطرف عن أرتال السيارات القتالية التي كانت تدخل الخرطوم في وضح النهار واحتفالات التخريج التى لا تنقطع لقواته وتواصله مع الخارج بعيداً عن عيون واسماع الحكومة.
* ليسجل حل الهيئة في سجل الاخطاء الكبرى التى وقعت فيها قيادة الدولة بحسن نية والتي واستدركتها بعد أن وقعت الواقعة باعادة الهيئة من جديد واعادة صلاحيات وقوة الجهاز .
* ومعلوم ان قوة الاجهزة الامنية في اية دولة من قوتها وسلامتها.
* ويحمد لمدير عام الجهاز الفريق اول مفضل الذي لم التقيه يوما لكننى ظللت المس مجهوداته باستمرار فهو نادر الكلام كثير العمل استطاع بقدراته وحنكته ان يعيد ترتيب الامور في الجهاز ويجعله مؤسسة فاعلة في اعقاب الاستهداف الذي تعرضت له من القحاته كما أعاد بسرعة هيئة العمليات بذات قوتها وأكثر.
* والتى عادت فى ظل ظروف غير وبعد أن فعل حميدتي فعلته وبرغم ذلك تقوم حالياً بادوار مشهودة في مناطق العمليات وتصنع الفارق فى المعارك بإقتدار.
* كما يحمد للفريق مفضل الذى يدير الجهاز في أكثر المراحل تعقيداً بالبلاد انه ابرز مقدرات عاليه في الإمساك بالخيوط .
* و يحمد له أيضا عدم تساهله في اى تجاوزات لافراده وحادثة كسلا نموذجا والتي سارع عقبها بتقديم المتهمين فيها من منسوبيه للعدالة بلا تردد.
* لتبقى الحقيقة اننا غلطنا يوم استجبنا لاضعاف الجهاز ويوم سمحنا بحل هيئة العمليات ودفعنا ثمن غلطتنا بالحال الذى نحن عليه الآن.
*
* ولابد والحرب فب نهاياتها ان نهتم بتقوية الجهاز والجيش معا بتوفير كل مايحتاجانه باعجل مايمكن فنحن في زمن لايقوى على الصمود فيه وسط العالم الا الاقوياء وقوتنا من بعد الله في ارادتنا وفي وجيشنا وجهاز امننا والتى بها نحقق النصر ثم الاستقرار بعده والذي يقود للتنمية والتطور.