بمناسبة يوم المعلم بروفيسور عبدالله محمد الأمين يكتب: ديوك حلتنا

 

 

يوم الجمعية الأدبية من كل اسبوع بمدرستنا بشرفت الحلاوين الابتدائية في سبعينيات القرن الماضي كان يوم تنوير وتثقيف وفرحة وتجليات للمواهب.. كانت القرية تحضر عن بكرة أبيها للمدرسة للاستماع والمشاهدة…كنا نكتب ونحن أطفال بعقول الكبار… نكتب عن الوحدة الوطنية و3مارس عيد لوحدة السودان وعن مايو أعظم حب.. وعن اكتوبر الأخضر وعن هجرة عصافير الخريف… ونحصد الجوائز كراسات واقلام وربما قزازة مشروب غازي.

كان نشيد الديك من أميز الفقرات المرحة التي يتفاعل معها الحضور فيردد الجميع خلف تلاميذ سنة أولى كيكي…. كيكي… أستاذي خالد الريح رحمه الله هو من أبدع اللّحن وٱدخل الفلكلور في التلحين فهناك جزء من الطلاب يربطون الفل أو سدادة قزاز المشروبات حول أرجلهم التي يضربون بها الأرض أثناء الحركة.

وهناك طلاب ينقرون بالملاعق القزاز وهناك من ينقر على الشتم وهو آلة أصغر من الدلوكة فيخرج اللحن في قمة الطرب ويسود الانفعال بين الطلاب على المسرح والجمهور الجالس على الكنب… كان يلفت نظري ويعجبني بشكل خاص الاخ زايد وكنت وأنا في منصة رئيس الجمعية أنسى وقار الرئاسة واذوب مع هؤلاء الشفع:

قبل طلوع الفجر يصيح ديكي بدري… يصيح وهو يجري يقول كيكي كيكي
وعندما تسمعه ديوك كل الحله تصيح أيضا معه تقول كيكي كيكي.

أستاذنا الشهيد مبارك ود الكنز كان هو المشرف والدينمو للجمعية الأدبية… أسعد الحلة كلها بما كان يقدمه لناس الحلة.. وبالمواهب التي اكتشفها…
هل كانت شرفت سوف تخرج للوجود هذا الكم الهائل من البروفات والدكاترة والاطباء والمهندسين والتقنيين والمعلمين وتمسح الأمية إن لم يكن معلموها قامات معطاءة؟ كانوا يعلمونا حتى الثانية وربما الثالثة مساء ويعود طلاب خامسة وسادسة لدرس العصر والمذاكرة المسائية.

كل هذا المجهود الذي بذله معلمو مدارس شرفت كان بلا مقابل وبلا شكر وعرفان… لم نحس بأنهم غاضبون أو يمنون علينا… لم نكافئهم إلا بهذا الحب ووفاء القلوب وعدم النظر في عيونهم حتى ونحن في هذا العمر احتراما وتقديرا.

أعبر عن نفسي وهو ذات إحساس زملاء دفعتي بمدرسة شرفت الابتدائية، صبري عبدالرحمن، خليفة، عوض علي، سيف، صديق، قسم، حجازي، حافظ، محمد الزبير، ناصر، السعودي، الطيب، الزين، العوض محمد، صديق، بابكر، قسم، صلاح، منير، اسامة، صبري الضو، ابراهيم، عصام، النور،مكرم، عبدالله الماحي، عبدالنور،،،، الخ.

أعبر عن امتنانا وتقديرنا ومحبتنا لمن علمونا بمدرسة شرفت الابتدائية ومدرسة مناقزا المتوسطة والمدارس الثانوية التي فرقتنا… أستاذ صلاح. أ. عبدالله بابكر، أ. ابراهيم بابكر، أ. قسم الله، أ. محمد تي، أ، عبدالرحمن،أ.عباس، أ. خالد رحمه الله، أ. مبارك رحمه الله، أ. محمد طيب رحمه الله،أ. صديق الصافي، أ. صديق الطيب، أ. صديق عبداللطيف، أ. عبدالله الطيب، أ. شيخ الدين رحمه الله، أ. حامد، أ. عبدالمنعم، أ. الأمين محمد، أ. مبارك الجزولي، أ. الرشيد، أ. عبدالعظيم، أ. بشير وهؤلاء على سبيل المثال حفظ الله من بقى، ورحم الله من رحل.

قم للمعلم وفه التبجيلا
قد كاد المعلم أن يكون رسولا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى