زيرو جواز .. واقع أم خيال!!

 

 

مقالات ذات صلة

* ظن صديقنا محمد عثمان أحمد عند دخوله لمقر الجوازات ببورتسودان أن اليوم إجازة بالجوازات برغم انه يوم عمل بالبلاد .

* فتفاجأ بالنوافذ مفتوحة والشرطى يدعوه للاقبال فأقبل للنافذة الأولى وهو غير مصدق بانه قد شرع في اجراءاته بهذه السهولة
* وكانت المفاجأة الأكبر في طلب الشرطى منه في اخر النوافذ ان يأتي غدا لاستلام جوازه.

* وهو قد جاء يبحث عن واسطة أو سمسار يعجل له استخراج الجواز الذي كان يحتاج استلامه بالدرب العديل لاسابيع.

* الشئ الذي جعله يكرر السؤال للشرطي : بكرة بكره ؟ ويجيبه الشرطة بنعم والرجل بحسب روايته لنا عاد إلى بيته بين مصدق ومكذب.

* ليأتي في اليوم التالي وهو متثاقل الخطى لقناعته بجرجرة الحكومة تعال بكرة ولسه وهو مستبعداً للوعد ليتفاجا بعد وصوله بالجوازات مصطفة في انتظار اصحابها بعد أن كان حتى وقت قريب جداً يصطف الناس كل يوم بالمئات فى انتظار الجوازات ولا تأتي إلا لقليل منهم في الموعد المحدد.

* الأمر الذى دعاني للذهاب إلى هناك وصورة مقر إدارة الجوازات القديمة في ذهني . المكان المكتظ جداً بطالبي الخدمة والباعة المتجولين والسماسرة لدرجة ان الحركة وسطهم تحتاج إلى براعة الحواة

* فاندهشت مثل صديقنا عثمان بالممرات السالكة وغياب التزاحم واختفاء المظاهر اللافتة الأمر الذي دعاني للسؤال عن الحاصل فقال لي أحدهم اتفضل لو عندك خدمة فجالت في خاطري ذكريات معاناة قاسية عشناها في الجوازات عقب الحرب بأيام حيث كان من لاياتى قبيل شروق الشمس لايجد موطى قدم في الصفوف ولكي تدفع الرسوم أو يتم تصويرك فهذه تحتاج لأيام أما أن تستلم جوازك فهو يوم المنى الذي قد يمتد لأكثر من شهر هكذا كان الحال فكيف تبدل وفي ظروف بلادنا هذه ؟ سؤال كان لابد أن اجد له اجابة خاصة وأن تراكم الجوازات المتاخرة وصل موخراً إلى ٢٤٠ ألف جواز وكان التسجيل مستمراً لجوازات جديدة تضاف إليها وحجة التراكم عدم وجود دفاتر فدخلت لمكتب مسؤول الإعلام الرائد سارة

* وسارة هذه حالة استثنائيه وسط مديري الإعلام بالمؤسسات الحكومية… فهم وذوق وقدرات ومعرفة بكيفية الاحتفاء بالاعلاميين وتوفير ما يطلبون في يسر وتمليكهم الحقائق فمكنتى من مقابلة اللواء دينكاوي مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة ونائبه صلاح ثم تجولت بي قبل الخروج في ردهات المبنى الذي عانينا فيه طويلاً من قبل لإستخراج جوازاتنا …أيام كان الحصول عليها هو قمة المعاناة

* فخرجت مثل صاحبنا عثمان مندهشاً بقدرات ادارة الجوازات التي استطاعت في ظل الحرب والتعقيدات الماثلة ان ترفع شعار زيرو جواز انجاز واعجاز في بلد دائما ما يبقى الشعار فيها مجرد شعار بينما الواقع يكون غير ذلك الا ادارة الجوازات التي عندما أعلنت انها ستنفذ شعارها فى شهر اكتوبر اعتبرناه ادعاء إلا أنها بالعزيمة نجحت في تشغيل مصنعين للجوازات في بورتسودان وعطبرة ووفرت المعينات للدفاتر والإسبيرات للمطابع ورفعت من كفاءة وهمة العاملين ليتم إنتاج مايزيد على ١٢ الف جواز يوميا وتجعل فعلاً الحصول على الجواز لايتعدى ٧٢ ساعة من اكمال الاجراءات وهذه خطوة تجعلنا نرفع القبعات تحية واحتراماً لمن وراء هذا الانجاز غير المتوقع في الظروف التى تعيشها بلادنا.

* أن التحدي والعزيمة والإصرار التي ولدتها الحرب فينا وجعلت فريقنا القومي يقهر كبار القارة الافريقية وقواتنا المسلحة تهزم المليشيا في معقلها ومكان ترسانة أسلحتها في جبل موية وجعلتها تعبر كباري الخرطوم لتصل إلى اهدافها قريباً وجعلت ادارة الجوازات تفعل كل الممكن وكثير من المستحيل بتنفيذ الشعار الصعب الذي يجعل أي طالب خدمة يرفع حاجب الدهشة من الذي حدث ويحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى