ما بين يوسف والإعيسر !!
* برغم انه لم يكن وزيراً للإعلام ولا ملحقاً اعلامياً لنا باية دولة من بلدان العالم او منتمياً سياسياً لأي كيان سياسي من تلك التي تساند للجيش في معركته مع المليشيا إلا أن الاستاذ خالد الإعيسر كان يملا الفراغ العريض لوزارة الإعلام وللناطق الرسمي والملحقين الإعلاميين بالخارج بمصارعته بكل قوة وبراعة لجوقة مستشارى مليشيا الدعم السريع في القنوات وجندلتهم بالحجة والمنطق والبرهان.
* والرجل قد حباه الله بقدرات جعلت كعبه الاعلى في الحوارات والمرغوب فيه وسط القنوات الفضائية لإثراء الحوارات.
* والإعيسر عرفته عن قرب عندما تولى أعباء انشاء قناة النيلين الرياضية من داخل التلفزيون القومي وكنت حينها مديراً لقناة الخرطوم الفضائية.
* ولا يختلف إثنان حول انه قدم تجربة مميزة لقناة متخصصة انتهت تجربته فيها بالاستقالة فالإعيسر رجل مبادئ لا ينكسر ولا يتزحرح عنها.
* ويأتي إختياره وزيراُ للإعلام في هذه المرحلة لحاجة المرحلة لوزير قوي وذكى وحاضر مثله من اهل الصحافة الذين يعرفون دروبها ومطباتها ويدركون احتياجاتها ومطلوباتها وتحدياتها.
* والإعيسر عمل بالداخل والخارج في الصحافة في كل أشكالها المقروءة والمسموعة والمرئية.
* وصال وجال وبرع في الدفاع عن الوطن في اصعب الظروف واعقدها في وقت انزوى فيه كثيرين.
* اما السفير المخضرم علي يوسف الذى كلف بوزارة الخارجية فهو الآخر من أهل الخبرة والدراية والحنكة في مجاله ففي فترة توليه أعباء سفير السودان بالصين ارتقت العلاقات بين البلدين لنتائج ملموسة كما كان ناجحاً في كل المحطات الداخلية والخارجية التي عمل بها.
* مما يجعلنا نقول إن التعديل المحدود الذي جرى يؤكد أن تريث الرئيس كان وراءه حرصه على ان ياتى في هذه المرحلة وفي ظل الظروف الماثلة بالأقوياء القادرين على العطاء.
* في زمان لم تعد فيه الحروب بالبندقية وحدها و اتسعت أدواتها لتشمل الإعلام والدبلوماسية.
* فإن تاخرنا في القرار بشأن الوزارتين المهمتين إلا إن الإختيار المتأخر جاء موفقاً.