ليلة الرحيل المر
* ولما مشينا مواكب صامدة
* بتهدر وتغلي وتهتف راعدة
* الرصاص لن يثنينا
* وسال الدم بأرض الوادي
* فدينا النور بالروح يابلادي
* هكذا أبدع شاعرنا الكبير الاستاذ هاشم صديق الذي نعاه الناعى امس في ملحمة اكتوبر التي اشعلت الشارع بصوت الموسيقار الكبير محمد الامين والمجموعة.
* وهاشم الذي غيبه الموت عنا امس شكل في حياته مؤسسة ابداعية متعددة الجوانب
* ففي المجال الشعري لم تكن الملحمة وحدها التي شغلت الناس فهو قد كتب الكثير من الاغنيات التي نقشت فى دواخلنا والتي من بينها كلام للحلوة :
*
* ياريتنى لو اقدر أقول فيك الكلام الما انكتب
* وأفرد صباح حسنك وشاح
* يمسح عذاب عمري المسطر باللهب
* وغيرها من الأغنيات التي صارت علامات بارزات على خارطة الأغنية السودانية:
* حروف اسمك جمال الفال . . وراحة البال
* وهجعة زول بعد ترحال . . وتنية حلوة للشبال
* ومنها : كل البنات امونه وحاجه فيك وعشرات الروائع :
* في بعادنا عن أرض الحنان
* الليلة مرت كم سنه
* واشوقنا لي نخل الفريق
* الضامى في صدرو الجنا
* للحلوة ام وجهاً قمر.
* ليرحل هاشم المبدع المحب لوطنه في مهجره القسري الذي فرضته عليه المليشيا الإرهابية التي شردت الناس من بلادهم.
*
* رحل بعيداً عن وطنه الذي أحبه وكتب فيه وفي شعبه اجمل الشعر.
* رحل بعد معاناة مع المرض هناك وأشواقه لأرض بلاده وناسها تتملكه
* وكان قد كتب قبل رحيله عن الوطن المفجوع :
* كأنك يا وطن مجبور على الفجعة ونقيح الهم كأنك من عصور ودهور مَقَسّم بين وجود وعَدَم كأنك راجي خيل الغيب وحلمك خَطّ راسو الشيب ولسع لا كمل عَشَمك ولا خاطرك فَتَر يحلم. …
* رحل بعد مسيرة حافلة بالعطاء الجزيل المتنوع في الشعر والمسرح والصحافة والتلفزيون والاذاعة والمجال الاكاديمي.
* وهو من كتب أشهر مسلسلاتنا التي من بينها قطر الهم والحراز والمطر وطائر الشفق الغريب
* وهو صاحب نبته حبيبتي واعمال مسرحية ودرامية اخرى كثيرة وكانت مسلسلاته في الخامسة إلا ربعا كل يوم تجعل الناس تتحلق حول اذاعة هنا ام درمان لمتابعتها
* وهكذا عاش المبدع المؤسسة هاشم بيننا ليبدع وليترك لنا بعد رحيله بصمات لا تمحى وأثر لا يندثر في كل مجالات الإبداع المختلفة.. لك الرحمة وانت ترحل بجسدك وتبقى بيننا بما تركت من ابداع خالد نقشت به حروفك في دواخلن.ا