د.موسى عبدالهادي يكتب..تغيير العملة المحلية هل يؤثر على اقتصاديات الحرب والتنمية المستدامة

 

 

في عالم يشهد تحولات اقتصادية وسياسية متسارعة، أصبح موضوع تغيير العملة المحلية قضية ملحة في العديد من الدول، خصوصاً بعد عمليات النهب والتخريب الممنهج التي مارسته المليشيا المتمردة على البنى التحتية والاقتصاد بصورة متعمدة. تغيير العملة ليس مجرد قرار مالي، بل هو إجراء يتجاوز نطاق الاقتصاد ليشمل جوانب اجتماعية وسياسية عديدة. في هذا العمود، سنستعرض كيف يمكن لتغيير العملة أن يؤثر على اقتصاديات الحرب والتنمية المستدامة.

*تأثيرات الاقتصاد في ظل الحرب*
في سياق الحروب، غالبًا ما تتعرض الاقتصادات للانهيار بسبب تدمير البنى التحتية، وانخفاض الإنتاجية، وهروب رأس المال البشري والمالي. في مثل هذه الظروف، يصبح تغيير العملة خطوة نحو استعادة الاستقرار المالي وإعادة بناء الثقة في النظام الاقتصادي. يمكن أن يساهم تغيير العملة في مكافحة التضخم المتفشي، وتحسين القيم الشرائية، وتثبيت الأسعار، مما يمنح الحكومة فرصة لإعادة تنظيم الاقتصاد على أسس أكثر استدامة.ولا ننسى التدمير الذي تعرضت له مناطق الانتاج خصوصا الزراعي التي تقع في المناطق التي سيطر عليها التمرد مشروع الجزيرة ومصانع السكر في الجنيد ،وسكر غرب سنار.

*تحديات تغيير العملة*
على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن عملية تغيير العملة لا تخلو من التحديات. تشمل هذه التحديات تكاليف الطباعة والتوزيع، بالإضافة إلى ضرورة التأكد من وجود تغطية كافية للعملة الجديدة من الاحتياطيات الأجنبية. وكذلك ضعف البنية التحتية لبعض المصارف والبنوك اذ مازال بعضها يعمل بالطرق التقليدية البسيطة مع ضعف الكادر البشري فيها،كما أن التغيير قد يتسبب في اضطرابات قصيرة الأجل في السوق المالية الذي يعاني غيابا تاما في الظروف الامنية الحالية وانتشار السوق السوداء، ويحتاج إلى تنسيق كبير بين المؤسسات المالية والحكومة لضمان نجاحه.وخصوصا في جانب الرقابة “من أين لك هذا”

*دور العملة الجديدة في التنمية المستدامة*
يمكن أن يكون لتغيير العملة تأثير إيجابي على التنمية المستدامة من خلال تعزيز الاستقرار المالي وتمكين الحكومة من تنفيذ سياسات تنموية فعالة. من خلال السيطرة على التضخم وتحسين القيم الشرائية، يمكن للحكومة توجيه الموارد نحو مشروعات تنموية طويلة الأجل، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية. هذه المشروعات ليست فقط ضرورة لتعافي ما بعد الحرب، بل هي أيضًا أساس لتحقيق نمو اقتصادي مستدام.وتحدي لمجابهة اقتصاديات الحرب.

*الاستفادة من التجارب السابقة*
تجارب الدول التي قامت بتغيير عملتها تكشف عن دروس قيمة يمكن الاستفادة منها. بالمثل، يمكن لدراسة حالة الأرجنتين في أوائل القرن الحادي والعشرين أن توفر رؤى حول كيفية إدارة التحديات اللوجستية والنفسية المرتبطة بتغيير العملة.
في الختام، يعتبر تغيير العملة المحلية خطوة استراتيجية يمكن أن تساهم بشكل كبير في تعافي الاقتصاديات التي دمرتها الحرب ودفع عجلة التنمية المستدامة. إلا أن نجاح هذه العملية يتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً محكماً، بالإضافة إلى استعداد للتعامل مع التحديات المحتملة. بنهج شامل وتعاون مشترك بين جميع الأطراف، يمكن لتغيير العملة أن يكون بداية جديدة نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
نسأل الله أن يعم السلام والاستقرار الي وطننا الحبيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى