د. موسى عبدالهادي عبدالله يكتب…ذكريات حزينة عن ودمدني: رحلة نزوح مؤلمة

 

 

مقالات ذات صلة

 

مر عام كامل منذ أن غادرت مدينتي الحبيبة، ودمدني، بسبب دخول المليشيا المتمردة وخرابها. الأوقات الصعبة التي مررت بها لا تزال ترسم في ذهني ذكريات لا تُنسى، تحمل في طياتها الحزن والشوق للعودة إلى المنزل والأمان الذي فقدته.

المدينة التي أحببتها “أم المدائن” ودمدني، تلك المدينة التي كانت ينبض قلبها بالحياة والفرح، هي المكان الذي عشت فيه أجمل سنوات عمري. شوارعها المكتظة بالمارة، وأصوات الباعة في الأسواق، والأطفال الذين يلعبون في الأزقة، كلها تفاصيل أصبحت جزءًا من ذاكرتي. الأماكن التي زرتها مرارًا وتكرارًا، لا تزال حية في مخيلتي، تذكرني بأيام كانت مليئة بالسلام والمحبة.

*بداية الأزمة*

لم يكن أحد يتوقع أن تتحول مدينتنا الجميلة إلى ساحة حرب. بدأت الأمور تتدهور بسرعة، وأصبحت الأوضاع غير آمنة. أصوات الرصاص والانفجارات أصبحت جزءًا من الحياة اليومية، تحوّل كل شيء إلى كابوس لا ينتهي. مع مرور الأيام، أدركنا أنه لا خيار لدينا سوى النزوح والبحث عن مكان آمن بعيدًا عن الفوضى.

*الرحيل الصعب

كان قرار الرحيل أصعب قرار اتخذناه. هو ان نحمل ما استطعنا من متاعنا القليل وغادرنا منازلنا التي عشناها بحب . تركنا وراءنا كل شيء، الأحلام، الذكريات، والجيران الذين كانوا جزءًا من حياتنا. كانت الطريق إلى المجهول مليئة بالخوف والترقب، لكن الأمل في العودة إلى ودمدني يومًا ما كان يضيء طريقنا.

عام من الألم والتحديات
مر عام منذ تلك اللحظة، وما زلنا نحمل في قلوبنا حزنًا عميقًا على ما فقدناه. عشنا النزوح، واجهنا تحديات لم نكن مستعدين لها، ومع ذلك، كان لدينا الأمل في أن يكون الغد أفضل، وأن يأتي اليوم الذي نعود فيه إلى ديارنا.

ذكريات لا تُنسى كلما أغمضت عيني، أرى وجه ودمدني الحبيب. أتذكر تفاصيل منازلنا، وأصوات أصدقائي، ورائحة الخبز الطازج في الأفران. أحنّ إلى تلك الأيام التي كانت مليئة بالبساطة والفرح، وأتمنى أن تعود مدينتنا إلى سابق عهدها، مدينة تنبض بالحياة والسلام والمحبة سودان مصغر .

الأمل في العودة وعلى الرغم من الألم والحزن، إلا أن الأمل لا يزال حيًا في قلبي. أؤمن أن السلام سيعود يومًا ما إلى ودمدني،وسائر سودانيات الحبيب، وأننا سنعود لبناء حياتنا من جديد. الحلم بالعودة هو ما يعطينا القوة للاستمرار والتغلب على الصعاب. نأمل أن يكون العام القادم مختلفًا، أن يكون عام العودة والشفاء. والأفراح.

إن ما مررنا به كأسر وكمجتمع هو تجربة قاسية، لكنها علمتنا قيمة السلام والأمان، وعززت فينا الأمل والتحدي. سنظل ننتظر اليوم الذي نعود فيه إلى ودمدني، حاملين في قلوبنا حبًا لا ينطفئ وأملًا لا ينكسر.
#سنعود ونسرج خيلنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى