د. موسى عبدالهادي يكتب.. امتحانات الشهادة السودانية  بين تطلعات الطلاب وهواجس أسرهم

عزيز انت ياوطني رغم قساوة المحن.

في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلادنا الحبيبة جراء الحرب الدائرة يواجه طلاب الشهادة السودانية تحديات غير مسبوقة تتضافر فيها آلام النزوح والتشرد مع هشاشة الوضع الأمني مما يجعل السعي نحو تحقيق النجاح في الامتحانات أمراً بالغ الصعوبة لأبنائنا وبناتنا الذين يبذلون قصارى جهدهم وسط هذه الظروف القاسية.

نزوح آلاف الأسر من مناطقها بسبب النزاعات المسلحة ترك بصمات عميقة في حياة الطلاب الذين أصبحوا يتنقلون بين المدن والقرى بحثاً عن الأمان والاستقرار وفي هذا الواقع المرير تجد الأسر نفسها مضطرة للتكيف مع هذه التغيرات المفاجئة محاولين جاهدين توفير بيئة تعليمية مستقرة لأبنائهم رغم انعدام الوسائل والإمكانيات الضرورية لذلك
تترافق هذه التحديات مع تغييرات مستمرة في زمن الجلسات الامتحانية ونقل بعض مراكز الامتحانات إلى مناطق أكثر أماناً.

وهو ما يزيد من الضغوط النفسية على الطلاب الذين يشعرون بالحيرة والقلق حيال مستقبلهم الدراسي عدم استقرار الأوضاع الأمنية يجعل من الصعب التنقل والوصول إلى مراكز خصوصا في ولاية الجزيرة المغدوره الامتحانات بشكل آمن مما يعرقل مساعي الطلاب في تحقيق أهدافهم الأكاديمية
كما أن سقوط أسماء وأرقام جلوس عدد من الطلاب في بعض المناطق يزيد من تعقيد الوضع فالأسر تجد نفسها في حيرة دائمة تحاول التواصل مع الجهات المسؤولة لإعادة تسجيل أبنائها وتأمين مشاركتهم في الامتحانات وتظل هذه الجهود محفوفة بالتحديات والمخاطر.

في هذا السياق المرير تتجلى تطلعات الطلاب نحو تحقيق النجاح في امتحانات الشهادة السودانية كأمل يعيد لهم بعض الأمل في مستقبل مشرق رغم كل الصعوبات الأسر تدرك جيداً أن التعليم هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل لأبنائها ولذلك تقف بكل طاقاتها إلى جانب أبنائها دعمهم وتشجيعهم على تجاوز هذه المحن التى كشفت لنا نحن كشعب من يقف معنا من الدول ومن يعادينا ولكنه تحدي وسنخوضه من أجل الوطن.

في ظل هذه الظروف الصعبة يجب علينا أن نتكاتف جميعاً لمساندة طلاب الشهادة السودانية وتوفير كل ما يمكنهم من تحقيق النجاح والتفوق رغم كل الصعوبات
في النهاية يبقى الأمل هو العامل الوحيد الذي يدفع هؤلاء الطلاب للمضي قدماً نحو تحقيق أحلامهم وأهدافهم الأكاديمية يجب علينا كمجتمع ومسؤولين الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم على تجاوز هذه التحديات الكبيرة فمستقبل السودان يعتمد على نجاحهم وتفوقهم في هذه الامتحانات الحاسمة.