ورد التهاني
أ.د عبدالله محمد الأمين
نحييك ما بتحيينا
نرضيك مره أرضينا
ده ريدك وانقسم لينا
موجة حنين وشوق انتابتني بعد صلاة صبح اليوم رفعت درجة حرارة جسمي ليقاوم برد الشتاء، وما زاد هذه الحالة الإنسانية الوجدانية أنني قد قرأت في وردي الصباحي قول ربنا(ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار يتعارفون بينهم…) يونس، ٤٥.
الإنسان _إن أخلص النوايا_كائن مسكون بالمحبة والشوق والحنين والرغبة في التواصل والاندماج وتحريك الحياة، وهذا كله يصب في قضية الاستخلاف وعمارة العالم وما تؤدي إليه من عبادة الله وهي الغاية من خلق الإنسان…لذلك اتعجب من هذا النموذج البشري الذي يريد أن يفرض ثقافته علينا،وهي ثقافة قتل واغتصاب وتشريد…هل يحبون كما نحب؟ وهل قلوبهم تدق مثل قلوبنا؟. هل يحنون للأهل والأحباب والأصحاب؟..هل استمعوا يوما ل وردي وهو يغني: الحنين يا فؤادي ليه يعاديك وما بتعادي…
كلمة واحدة سقتني الألم…
قوم تجرحهم الكلمة القاسية،وأضاف هؤلاء القوم للكلام الجارح، الضرب بالرصاص والسياط والاغتصاب والإذلال وكل ما ورد في قاموس إفساد العالم.وملأوا عالمنا بثقافة الكراهية…
في ذكرى عيد الميلاد ونهايةعام الكوابيس وبعيدا عن أقوال الحنابلة في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أهل الجحيم أريد أن أعبر عن مشاعري وألخصها للذين افتقدتهم وظللت اكتب لهم مقالاتي طيلة عام النكبة ديسمبر٢٠٢٣_ديسمبر٢٠٢٤….. البنريدوا تاائه…أنا والأشواق في بعدك… نجمه، نجمه الليل نعدوا… ما بلومك ما بعاتبك…غيب وتعال…مرت الأيام حبيبي…الله فوق مدني… ديوك حلتنا…يا حليلو شال أفراحنا…بناديها، بناديها… العزيزة الما بتسأل عن ظروفنا…أنا عيااان…قلنا ما ممكن تسافر…
اكتب لهم ملخص مشاعري: نار البعد والغربة..شوق للأهل والصحبة،شوق لكل جميل في الحي،شوق للشينة ولو صعب.
.شوق للوطن المختطف،الوطن الذي كان آمنا ومستقرا ومزدهرا فخرجنا ذات يوم مثل كفار قريش بطرا ورياء الناس لنردد تسقط بس فسقطنا وسقط الوطن في بئر القليب وجهنم…وما زال أبوجهل وأمية بن خلف وشلتهم يصرخون في البئر: مدنيااااو…المدنياااو الحقيقية هو ما أسسته وأرسته دولة المدينة بزعامة النبي صلى الله عليه وسلم،وليست مثل مدنياااو مكة وكفار قريش التي سيطرت عليها شلة الملأ أمثال أبو جهل وأمية والمغيرة وهي ذات شلة الاطاري وإزالة التمكين وبقية العقد الفريد عندنا.
شوق وحنين وأنين،شوق بمداد البحر مكتوب حرف حرف لكل إنسان عرفته، ولكل إنسان ألفته.لكل إنسان لم ألتقيه طيلة عام النكبة…شوق لمدني وحنتوب والنشيشيبة.. شوق لجامعة الجزيرة بإنسانها وكلياتها ومعاهدها ومراكزها.
تعلمنا خلال هذا العام الحب الحقيقي للناس والأماكن وأدركنا حالة البخل العاطفي التي تميز طبيعة السوداني،فهو غني عاطفيا في دواخله لكنه بخيل في التعبير عن محبته…وتركنا التعبير للشعراء والفنانين فماتوا وهم يعايشون هذا القبح والدمار..ومات معهم كل زول حنين وودود لم تتحمل روحه المرهفة الإذلال أو غربة التشرد والمنافي.فهمنا خلال هذا العام بكائيات امرؤ القيس والأعشى وقيس وعمر بن ربيعة وكل شعراء الجاهلية فجدب بيئتهم كجدب بيئتنا بعد أن تهنا في نفق حمدوك وما زلنا ننتظر الضوء في آخر النفق.بل بس.بلوهم بس عسى الله أن يشفي صدورنا وتتوقف دموعنا على كل من رحل محزونا أو مقتولا…
وغيب وتعال، تلقانا نحن يانا نحن، لا غيرتنا ظروف، لا بدلتنا محنة.