والي الجزيرة..المستحق الاول للتهانئ
بقلم: أحمد جبريل التجاني
عقب عودة مدني من غربتها إلى أحضاننا بعد عام من الحيف والظلم والغياب القسري والتهجير والنزوح ولأن الجند لا ينتظرون جزاءً ولاشكوراً من أحد او تهنئة بل الدعوات الصادقة بالنصر والحفظ فيما تبقى من مشوار فلم أجد أحق منه لا قدم له التهنئة بعد أن قدمتها لأسرتي الصغيرة التي نزحت وشردت في رحلة قاسية وطويلة على ظهر حافلة منزوعة الكراسي تحركت عقب سقوط مدني بلاماء ولازاد ليستقروا بودالعباس مؤقتاً.
وقتئذ كنت في طريق العودة من الدمازين إلى ربك لاقتني أفواج أهل مدني بالسيارات هرباً من جحيم دعاة الديمقراطية، ذهبت إلى ودالعباس في رحلة شاقة من كبري سنار اذ أعادني الجند إلى بنطون مايرنو الذي لم الحق به فتوجهت صوب سنجة التي وصلتها ليلا ثم اتخذت طريق السوكي الترابي في ليلة باردة لاصل ودالعباس قرب منتصف الليل.
لم نمكث طويلاً بودالعباس رغم إعجاب بأجوائها وعمرانها ومجتمعها الطيب، اتجهنا شرقا وصلنا القضارف فتح لنا صديقنا النطاس البارع العالم بادواء النساء والتوليد د. وليد درزون ابن القضارف البار داره لنقضي بها ليلتنا ثم يممنا ناحية كسلاالوريفة التي قست علينا بغلاء أسواقها وارتفاع ايجاراتها لم يلطف ذاك الا خريفها ومناظر الغيوم العابرة فوق رؤوس جبالها وقد كنت الاحق ذاك المنظر من شمال الحلنقة الي الشجر قبالة دار الموتمر الوطني شرق امانة الحكومة فالمنظر من هناك بديع ما اروعه ولكسلا في القلب مقام وهذا مقام شكر وعرفان للسادة الحلنقة الذين اقمنا معهم لعام كامل لم نجد منهم الا حسن الجوار..
ابث تهنئة صادقة لرجل لا أعرفه ولا يعرفني لكنني أعرف افعاله فالرجال نجحها في فعلها لا الكلام، والي الجزيرة الذي يحق لي ان اطلق عليه لقب الصامد، لقد قدم الرجل دروس في البسالة والصمود، رابط بولايته دون ان يكثر طلاته على بورتسودان ولو فعل لعذرناه لأنها العاصمة، تابع كل صغيرةوكبيرة قدم الدعم والاسناد واجمل مافعل الرجل انه لم ينس مواطن الجزيرة النازح حيث كنت شاهد عيان علي توزيع جوالات ذرة جديدة لمواطني الجزيرة بكسلا وقبل عودة مدني بايام قرات في الاخبار عن قافلة منه لمواطنيه ببورتسودان.
لقد تفردالرجل في افعاله التي تكشف بجلاء انه قائد بحق، فاهتمامه باهل ولايته بمواقع نزوحهم لم يكن عبر الخطب الرنانة ودلق المشاعر علي مايكرفونات المناسبات بل كان فعلامباشرا قدمه لهم دون تصوير ودعاية ولولا مروري بعربتي من امام موقع تَوزيع الذرة بشارع السواقي الجنوبية خريف العام ٢٠٢٤ ووجود صهري مشرفا هناك لما علمت بالأمر.
التهنئة الصادقة لوالي الجزيرة أولاً فالرجل يستحق أن يكرم لأنه قدم واجبه بصورة ترضي ربه وضميره وارضتنا وقد كنا عليها من الشاهدين والتهنئة لعموم اهل الجزيرة واهل ودمدني ام المدن وقلب السودان النابض وعاصمتنا في الإقليم الأوسط، لقد انقضي عام ثقيل من تغييبنا عن ام المدن وبنا شوق لا يطفئه الا عناق شوارعها ومنتدياتها وسوقها وحركة شوارعها ومايكرفونات مساجدها.