حتى تبتسم مدني من جديد
كتب: أسامة عثمان
مدني هذه المدينة الساحرة التى يعشقها كل من يأتى إليها وقد كتب فيها الكثير من الشعر والغناء…وما أظن أن هنالك مدينة تنافسها فى هذا المجال إلا أم درمان العاصمة التاريخية…وهى متفردة فى كل المجالات…وهى تقع فى وسط السودان وفى وسط ولاية الجزيرة وهى عاصمة الولاية…وبها كل الوزارات الخدمية بالإضافة لوزارة الرى والموارد المائية التى تعتبر الوزارة الإتحادية الوحيدة خارج العاصمة…ويأتى ذلك لأهمية المدينة الإقتصادية وقربها من أكبر مشروع زراعى بالبلاد وهو مشروع الجزيرة.
تأسست مدينة ودمدنى عام ١٤٨٩ وسميت على إسم مؤسسها الشيخ محمد مدنى السنى.
ونتحدث فى هذه المساحة عن مدينة ود مدنى الكبرى التى توسعت أخيرا إداريا وضمت منطقة شرق النيل التى تضم مناطق اب حراز غربا…حنتوب والشبارقة شرقا…وتعرف إداريا بمحلية ود مدنى الكبرى التى تضم عدد ثمانية وحدات إدارية…إضافة إلى عدد من الإدارات المتخصصة والتى تعنى بالخدمات مثل الشؤون الصحية والهندسية والتعليم حسب ما نصت عليه قوانين الحكم المحلى فى سبيل تقديم الخدمات وتقصير الظل الإدارى
وتكمن أهمية محلية ود مدني فى أنها المركز الرئيس للخدمات والتسوق…بها أكبر سوق داخل الولاية يخدم كل المحليات المجاورة..إضافة إلى إنها تحوى كل المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز خدمية صحية تغطى الولاية والولايات الأخرى والدول المجاورة.
كل هذه الخدمات جعلت من المدينة قبلة الأنظار لكل ولايات السودان ودول الجوار لتلقى الخدمات الطبية أو التسوق أو السياحة أحيانا….ولا يخفى على أحد ما شهدته المدينة بعد تاريخ ١٥ أبريل وإندلاع الحرب فى الخرطوم…وإستقبلت العديد من أهل السودان وطاب لهم المقام واستقر كثير منهم إلى أن دنس الأوباش أرض المدينة فى الخامس عشر من ديسمبر٢٣ وتضرر كل من هم فى مدنى من إنسان وبنية تحتية كانت تشكل رصيدا للولاية ثقافيا واقتصاديا.
وكانت تشكل إيرادات محلية ود مدني إضافة حقيقية لخزينة الولاية تقدم من خلالها الخدمات للمواطنين.
وبعد دخول الغزاة فقدت المدينة كل شئ…نسأل الله أن ينعم على أهلها بكل خير…والآن بعد أن تم التحرير تحتاج المدينة لكثير من الجهد للبناء والتعمير.
ومن نعم الله أن تم تعيين احد أبناء المدينة مديرا تنفيذيا للمحلية الأستاذ/عادل محمدالحسن الخطيب….وهو إبن المدينة..علاوة على أنه من الذين عملوا فى هذه المحلية فى كل وحداتها الإدارية ويعرف كل دهاليز وأروقة المدينة..ومعظم أهل المدينة وهو من أبناء حى دردق واحد من أقدم وأعرق الأحياء.
نتمنى من أبناء المدينة بكل ألوان طيفهم أن يكونوا عونا له خاصة بعد هذه النكبة التى أصابت المدينة..وأن يكون شعارهم (لن يصيب المجد كفا واحدا نبلغ المجد إذا ضمت كفوف ).
ومن المعروف عن أبناء ود مدنى حبهم لهذه المدينة…نتمنى أن يترجم هذا الحب للتنمية وإعادة الخدمات حتى تبتسم هذه المدينة من جديد.