اقتصاديات المعرفة
د. خالد يوسف بكري

* اقتصاديات المعرفة مصطلح حديث يشير إلى أن تكون المعرفة مصدرا لرأس المال، بما يضمن بأن تكون التقنيات المعرفية الحديثة هي الوسيلة التي يتم بها تنظيم المعلومات واستخدامها.
* وهذا يؤدي إلى رفع شأن الإنسان الذي يقوم ببناء المعرفة واستثمارها، ويقوم باستخدام تقنيات المعرفة لتحقيق ميزات تنافسية وتحسين إجراءات العمل بما يرفع الكفاءة ويزيد المرونة.
* وحتى يتضح مقالي: فإن الأرض، ورأس المال، والعمالة كانت هي العوامل الثلاثة الأساسيّة للإنتاج في الاقتصاد القديم، أما في الاقتصاد الحديث وتحديداً في اقتصاديات المعرفة فإن المعرفة الفنية والمعلومات، والذكاء، والإبداع هي من الأصول المهمّة في الاقتصاد الحديث.
* فمثلا بدل أن ينتج الفدان 30 جوال قمح، في الاقتصاد التقليدي، يمكن باستخدام اقتصاديات المعرفة إنتاج 50 جوال أو أكثر من ذلك.
* وأصبحت التكنولوجيا لها أهمية تتجاوز أهمية رأس المال، والعمال.
* والابتكار يزداد دوره باستمرار في اقتصاد المعرفة، ويحظى باهتمام متزايد في الصناعات الكبرى على وجه الخصوص، ما أدى إلى ارتفاع أجور ذوي المهارات الابتكارية نتيجة زيادة طلب الشركات الكبرى عليهم.
* فهم قادرون على ابتكار طرائق جديدة للإنتاج، ودورات جديدة للعمل.
* وبالنظر إلى بلادنا في جانب اقتصاديات المعرفة نجد معضلات في مخرجات العملية التعليمية، ومكتسبات الطلاب ومساراتهم، والمؤسسات التعليمية، وموارد انظمة التعليم، أما قطاع التعليم التقني والتدريب المهني فحدث ولا حرج فهو يعانى الأمرين وينظر اليه بأنه أدنى منزلة من المساق الاكاديمي لذلك لا يدخله إلا أصحاب الدرجات المتدنية بسبب عزوف الطلاب عنه.
* لذلك نجد أن مخرجات منظومة التعليم التقني والتدريب المهني ضعيفة جداً ويظهر ذلك من خلال وضع العمالة السودانية المهنية داخل سوق العمل وعدم قدرتها على المنافسة لقلة الكفاءة المهنية.
* ونحتاج إلى أن توجه السياسات إلى زيادة القدرات المعرفية للقوى العاملة الوطنية علماً وانتاجاً ومهارة، ونشر ثقافة الاقتصاد القائم على المعرفة، ورفع المحتوى المعرفي للسلع والخدمات الوطنية، وتشجيع المستثمرين على استهداف السلع والخدمات كثيفة المعرفة ذات القيمة المضافة العالية، فضلاً عن التوظيف الأمثل للاتصالات وتقنية المعلومات بما يخدم مختلف القطاعات، وخاصة قطاعات التعليم والتدريب، مع تحسين البيئة المؤسسية والتنظيمية الداعمة للتحول باتجاه مجتمع المعرفة.
* بلغت الاستثمارات العالمية في مجال صناعة المعلومات حوالي 500 مليار دولار، وبزيادة 20% سنويا، إذ يعد قطاع المعلومات من القطاعات الاقتصادية المهمة وأصبح إنتاج المعلومات وتجهيزها ومعالجتها وتوزيعها نشاطا اقتصاديا في العديد من الدول، وهي القوة الدافعة والمسيطرة حاليا، وإن مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي تستخدم فيه المعلومات بكثافة كوجه للحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية ويعتمد في تطوره على المعلومات والحاسبات الآلية وشبكات الاتصال، والتكنولوجيا الفكرية، وان المعلومات لها دور مؤثر في معدلات النمو الاقتصادي.
* وخلاصة القول: إذا أرادت أي دولة اصلاح الاقتصاد واحداث تنمية مستدامة عليها أن تدعم بقوة أنشطة إنتاج المعرفة.