وعد “الخير”

 

 

لم يأتي بعد من الأحداث ما يعادل فرحة السودانيين بتحرير حاضرة ولاية الجزيرة ودمدني.

مدني تمثل قلب الجزيرة والجزيرة هي قلب السودان النابض، ولكن فرحتنا الآن تكتمل بإعلان تحرير كامل الولاية من دنس التمرد.

كل حادب على أمر الجزيرة اشفق على واليها الطاهر إبراهيم الخير وهو يتولى أمرها في أحلك الظروف وأصعب المواقف وأخطر المنعطفات، لكنه ظل صامداً يطلق وعده ويبشر بتحرير حاضرة الجزيرة وكامل الولاية.

نعم فعلها الخير ووفى بوعده وها هو الآن يتصدى لمعركة أكبر هي معركة التعمير ويا لها من معركة، فالزائر للجزيرة ولمدني يقف على حجم الدمار الذي طال المرافق الخدمية والأسواق ومؤسسات الدولة ومؤسسات التعليم والتعليم العالي.

سياق آخر

عاد مواطنو الجزيرة من منازحههم ليجدوا الحياة أصعب مع انعدام الكهرباء والحال الواقف.
عادت خدمة المياه في أغلب المناطق وكعادة أهل الجزيرة لم تتنظر قرى كثيرة الحكومة لتفعل، فبادر أهلها لتركيب وحدات الطاقة الشمسية لتشغيل محطات المياه وبالمناسبة معظم المرافق الخدمية ومؤسسات التعليم قامت في الجزيرة بجهد شعبي وهو ما لا يعرفه أوباش المليشيا،،ثمة قرى اوصل أهلها الكهرباء وأنشأوا المدارس وحتى الكليات الجامعية بجهد أبناءهم.

على حكومة الولاية وهي تبدأ مشوار التعمير أن تبني على هذه الخاصية التي تميز إنسان الجزيرة.

سياق متصل
على المدير التنفيذي لمحلية ودمدني الكبرى الهمام الخطيب أن يتخطى تجربة سابقيه ويخرج لمناطق المحلية، ففي فترات مضت كان احساس الأهل في بعض قرى المحلية أن مدني الكبرى هي مدينة مدني مضاف إليها حنتوب وثلاثة قرى في الشرق أما البقية فلا يعرفون للمحلية شيئاً إلا عندما يأتي متحصلوا الزكاة لزكاة ماشيتهم.

أستاذنا الخطيب علك تعلم أن بعض قرى محليتك هجر أهلها قسىرياًِ وعاد أغلبهم في الخريف وتركهم الاؤباش حتى حصدوا محصولاتهم ليجهموا عليهم وينهبوا أقواتهم التي حصدوها وتعبوا فيها ولينكلوا بهم ويهجروهم مرة آخرى، وها هم عادوا ليجدوا بيوت منهوبة وليجدوا محطات مياههم سرقت ثم هم يسمعون في الأخبار عن دعم إنساني يوزع ولا يروه وهم لعمري الأحق به.

سياق أخير

لا أعرف سبباً وجيها للهجوم على رجال المناقل وقد بحثت، حق لنا أن نفخر بأن بالجزيرة منطقة إسمها المناقل ورجال كأبوضريرة وجموعة وآخرين،

نالت المناقل النصيب الأكبر وهي تستقبل حكومة الولاية ونازحيها وهي تجهز المعسكرات للإيواء والتدريب وهي تعد المتحركات،وهي تبادر هنا وهناك.

ثم مناطق هناك تصمد في وجه التمرد وتسجل اسمها في سجلات البطولة والصمود، تصمد وتفزع جيرانها، وعن سرحان وجودتها أتحدث، ثم لا تذهب بعيداً فتجد أسماء وأسماء ومبادرات وتجد ود الباشا وأمير الكواهلة واللواء الأشهر.

قد يختلف الناس في أهل المناقل وقد يختلفوا هم فيما بينهم تتباين رؤاهم ولكن هذه نظرة من مراقب لا ينفي محبته للمناقل مكان مولده ونشأته ولكنها نظرة باحث محقق بلا غرض. فيا أهل المناقل ويا هل الجزيرة الخلاف أمر طبيعي ولكن عليكم أن تلتزموا بأدبه فالسودان كله في انتظاركم وليس الجزيرة وحدها.

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى