أثير ودمدني… أسير ودمدني
كتب: حماده العوض

كنا صغارا نستقي الحياة و نفتح قلوبنا وعقولنا للتعليم والتعلم فكنا نتحلق حول الراديو ، المذياع يأخذ بتلابيب أرواحنا نستمع لاصوات عشقناها وما رأيناها نتعلم منهم طيب الحديث وحلو الكلم ونستمع للبرامج والاغنيات والمدائح والأخبار والسياسة والرياضة واغاني وردي والحقيبة محمد الأمين يغني الجريدة.
ثم دارت بنا الأيام ومتقلباتها وكنت جزء من صناعة محتوي الإذاعة بودمدني فتعلمت منها كيف هي الأخبار وكيف هي البرامج وكيف هي الزمالة تتلمذت بكل فخر علي أيادي خبيرة يحملون حب حوش الإذاعة لا يبخلون لنا بشيء فتعلمت منهم كل شيء فكانت إذاعة ودمدني مدرستي الجامعة وجامعتي التي درست بها كانت إذاعة ودمدني بيتي وموطني ، تجولنا عبر دروب الحياة الوعرة ونعود إلي حوش الإذاعة نتقابل بكل عشق قديم متجدد.
حتى هجمت ملشيا الدعم السريع المتمردة تتار القرن العشرين فأحرقوا كل جميل بودمدني ودمروا كل جمال وبهاء لا يعرفون قيمة لشيء وليس لهم تقدير ولا حرمة ولا قلب دمروا مكتبة الإذاعة ودمروا برامج تم إنتاجها عبر سنين… وها هي تعود ودمدني عبر اثيرها وانا اسيرها شكرا لكل من أسهم في عودة محبوبتي إذاعة ودمدني شكرا لكل قلب أحب اذاعتي أحب هذا الصرح التعليمي المنارة شكرا لكم جميعا ودوما في عشق ودمدني نلتقي
لنا عودة