شذرات فكرية
د. السماني محمد حمد النيل

رحلة العودة الى ام المدائن مدني
مدينة فارس“ التي تعتبر آخر معاقل احتلال المتمردين لمحافظة الجزيرة بدأت تظهر بوادر التمرد من المنطقة التي تحتل موقعاً جغرافياً مميزاً فكانت العديد من الضربات القاتلة التي تلقتها الآليات القتالية للمتمردين عبارة عن مظاهر التدمير والحريق مما يشير إلى أن الطيران لعب دورًا كبيرًا في حسم القتال على الأرض.
ترقد العديد من المركبات المدنية على جانب الطريق، وتظهر عليها آثار السرقة والنهب من قبل اللصوص وأنصار التمرد في المنطقة عند مدخل مدينة الحداد، السوق غير نشط إلى حد كبير معظم المحلات التجارية مغلقة تمامًا، وحركة المرور ضعيفة ولا توجد حركة من النوع الذي رأيناه من قبل في هذه المدينة وعلى ما اعتقد قد ارتبط الأمر برحلتنا في يوم الجمعة التي يستريح فيها التجار.
.كل ما رأيناه هو السعادة على وجوه المواطنين، سعادة وارتياح لعودة الجيش السوداني إلى المدينة وعودة الأمن والاستقرار والأمان.
تحركنا باتجاه مدينة الحاج عبد الله إحدى المدن التي دخلها المتمردون وسكنوها وعاسوا فيها الفساد . ‘كانت كل مظاهر الحياة في المدينة قد تغيرت، ، فقد كانت هناك العديد من السيارات المدمرة التي نهبها المتمردون، وكان ضعاف النفوس يعيشون في المدينة ولم يتركوا شيئاً سوى جثث سياراتهم الملقاة على قارعة الطريق. كما أن الحيوانات التي رأيناها كانت ترتسم على جباهها الوحشة ويبدوا على عليها الشعور بالأمان والسكينة بعد تقدم القوات المسلحة واستلام المنطقة .
عند مدخل مدينة ام المدائن (مدني) يبدو طابع المدينة مختلفاً لأن المشاريع الزراعية المتاخمة للمدينة قد جفت واختفت كل الأحزمة الشجرية الجميلة التي كانت تجمل المدينة بالنباتات الخضراء والنضرة. حتى نهر النيل لم يعد ذلك المجرى الجميل الذي كان في الضواحي كما كان في السابق؛ فجوانبه مهجورة وقاحلة. وكأن المنطقة مهملة منذ قرن من الزمان بسبب هذه الزمرة من الخارجين على القانون والسارقين والناهبين والمدمرين والمبتزين للحرية والقاتلين لرجولة الفرس الداخلية بالقهر والظلم والترهيب بالسلاح.
وصلنا إلى إحدى نقاط التفتيش في المدينة وكانت الفرحة بادية على وجوه أفراد الجيش والشرطة وضباط المرور. وقد قابلنا هذا الشعور بالتحية والتهنئة للجيش السوداني على النصر العظيم الذي حققه على المتمردين الغاشمين الذين استباحوا السودان وأهله قتلاً وتشريداً ونهباً وسرقة وفعل كل أنواع السرور و كان رحيل هؤلاء الأوغاد فتحاً لأهل الولاية.
شاهدنا أعدادًا هائلة من المركبات على طول الطرقات. وكلما اقتربنا من المدينة كلما زاد عدد السيارات المنهوبة من المواطنين الذين فعلوا أبشع ما يمكن تخيله بعد السرقة والتدمير والخراب الذي قام به الجنجويد، كل أجزاء السيارات المسروقة على الطرقات ”هناك سيارات كثيرة جداً أكثر من 500 سيارة ونيف مرمية في الشوارع.
ولم يتبقى الا قليلا من السيارات خاصة أن هناك عدد كبيرا من السيارات التي اغتصبتها العصابات وأخذتها إلى الجحيم معها .
جميع المظاهر إيجابية الأسواق تعمل بحيوية ، والحركة التجارية في أسواق المواد الغذائية والاستهلاكية وأسواق الفاكهة نشطة جدا . كما أن الحركة المرورية نشطة في كل أحياء المدينة وترى جباه المواطنين يملأها الفرح والأمن والرضا. وهم راضون بأن المدينة عادت إلى حضن وطنهم وهي الآن تحت سيطرة الجيش السوداني حامي الأرض والعرض.
تتمتع جميع المستشفيات المؤسسات الحكومية والقطاعات الهامة بالكهرباء العامة ، كما أن الكهرباء متوفرة في معظم المرافق العامة بالولاية حيث مؤسسات الدولة بالولاية .
*شذرة أخيرة*
قمنا بجولة في معظم المعالم السياحية في المدينة والتقينا بالزملاء وتحدثنا معهم واستقطعنا بعض الوقت. تحدثنا عن عودة الحياة إلى طبيعتها في الأيام القادمة وما يجب أن تقوم به حكومة الولاية في الأيام القليلة القادمة لضمان انتهاء شهر رمضان المبارك وعودة المواطنين إلى منازلهم كما هو متوقع ويجب على حكومة الولاية الإسراع في تنظيف المدينة وإزالة الأنقاض التي ملأت طرقات المدينة. ويشكل الحطام عائقاً حقيقياً أمام الحركة في الشوارع والأسواق والأحياء.