التحية للمغتربين

 

 

أبلى كثير من المغتربون بلاءً حسناً في هذه الحرب فالمقيمون في مناطق الإحتلال سلبت أموالهم وكرائم ممتلكاتهم وتوقفت عجلة الحياة في مناطق سيطرة الإحتلال تماماً وعادت الى البدائية فلا كهرباء ولا مياه ولا إتصالات ولا قانون غير قانون الغاب فالذي يحمل السلاح يفعل مايريد ويأخذ ما يريد ويأمر فيطاع.

لا توجد مصادر للدخل ولا توجد أسواق حتى يبيع المحتاج ممتلكاته ويحصل على مالٍ يشترى به الطعام. هنا تدخل المغتربون فوقفوا مواقف كريمةً مع أهلهم بالرحم وغير الرحم فهناك من تبرع بثمن الوقود لتشغيل آبار المياه لسقيا الناس وهناك من تبرع بالمال لإقامة موائد للمحتاجين.

وهناك من كان يرسل لأهله أموال بشكل ثابت عاشوا عليها طوال فترة الإحتلال وهناك من تعهد لأهله بان يعيشوا أفضل من ما كانوا عليه وأعرف كثيرين صرفوا صرفاً بزخياً في فترة الإحتلال وذلك من مساعدات أهلهم المغتربين حتى التدخين وغيره كان يتم بشراهة شديدة وبينما كنا نحن من لا عائل ولا معين لنا إلا الله نتمنى نصف الورقة فئة الألف جنيه لنشتري بها بضع رغيفات تسد جوعنا في اليوم ولا نجدها كان آخرين يصرفون عدة آلاف في التدخين يومياً!!

وهناك من إدخر من مساعدات أهله المغتربين له وإستفاد منها بعد الحرب وقام بتركيب أنظمة طاقة شمسية لا يسمح له دخله المعتاد في غير الحرب حتى مجرد التفكير فيها.

التحية لكل مغترب وقف مع أهل قرابته أو أهل منطقته أو ساعد أصدقائه ومعارفه وجعلها الله في ميزان حسناتهم مصاعفة وزكاة لمالهم وتنمية له، وهو نصيبهم من هذه الحرب ونسأل الله أن يجازي كل من وقف موقف كريم في هذه الحرب وأن يتجاوز عن من ضعفت نفسه ووقف موقف مخزي.

وتقبل الله جهاد المقيمين المرابطين في مناطق الإحتلال الذين أمضوا ايامهم جوعاً وخوفاً وألماً، وبسهولة شديدة تستطيع التمييز بين من غادر مناطق الإحتلال ومن أقام فيها فهؤلاء المقيمين في مناطق الإحتلال بالكاد تعرفهم بسبب ما حل بهم من هزال وضعف وظهرت عليهم مظاهر الفقر و الشيخوخة وكأنها عشرات السنين مرت من أعمارهم بسبب ما عانوه من جوعٍ وخوفٍ وهمٍ وغمٍ.

وأما من غادروا مناطق الإحتلال فقد ظهرت عليهم مظاهر الرفاهية والتنعم بسبب ما وجدوه من تعاطف وعناية بهم.

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى