هل تعلم المليشيا صعوبات مواجهة الدولة؟

لقد خالفت المليشيا سنن الحياء وفارقت مقياس العقل ولم تستمع لصوت الحكمة، ليس غريباً أن يهاجم قطيع من الضباع أنثى الأسد حينما يجدها في معزل ولكن الغريب أن مجموعة مليشيا تهاجم دولة أن كانت الضباع تلك الحيوانات تعي مخاطر مهاجمة الأسود في عرينها ولا تتجراء على اتخاذ خطوة تقودها للهلاك.
ويبقى السؤال هل تتميز الضباع بعقلية ادارية تدير بها عملياتها البربرية المتوحشة في الوقت الذي تفتقد المليشيا لذلك؟
إن الضباع تستخدم أساليب متنوعة وترشدها فطرتها لتفادي أي احتاك قاتل وتدرك إمكانياتها وتقيم إمكانيات فريستها ومن عرف قدره حافظ على وجوده، وهذا مالم تعيه مليشيا ال دقلو البربرية.
بكل المقاييس أخطأت قيادة المليشيا بهجومها الغادر على قواتنا المسلحة ولم تضع في حساباتها أهم نقطة وهي أن الجيش يمثل الدولة وليس مؤوسسة خاصة يمتلكها جماعة وهذا أول أسباب خسارتهم لأن مواجهة الدولة له صعوبات وتحديات أكبر من إمكانيات مليشيا ليس لها مؤهلات مواجهة دولة.
فمواجة الدولة تقودك إلى صراع مع المكان والإنسان فجميع المناطق وسكانها تتبع للدولة، بمعنى إضافة الإنسان ومنطقته كخصمين على المليشيا.
ثم أن التواجد الذي فرضه واجب الدولة على جيشها تحدي آخر بحيث ان الدولة وزعت إدارات من جيشها وفق استراتيجية تسمح للقوات التي تم توزيعها من الوية وفرق في مناطق متفرقة بحسم أي هجوم والسيطرة عليه وحصره بتقدم القوات من مناطقها إلى مكان تواجده بخطوات مهنية حتى يتم مخاصرته والقضاء عليه دون إلحاق ضرر كبير بمنشات الدولة مع الحفاظ على الجنود.
وكل ذلك يتم بتنسيق دقيق وبخطى مدروسة يتم تطبيقها على الواقع مدعومة بخبرة جنود الدولة الناتجه عن تسلسل الإداره والتعمق في مناهج إدارة الحرب ومكافحة المخاطر التي تهدد أمنها.
، هل كانت المليشيا وقادتها يعرفون ذلك، فيما لاشك فيه أن المليشيا عندما هاجمت القوات المسلحة كانت تعتقد أنها ستواجه المباني العسكرية وبعض الجنود الذين كانوا فيها في ذلك الوقت ولم تضع في حسبانها انها ستواجه دولة السودان وسرعان ما ظهرت لها الحقيقة ووجدت نفسها أمام أخطر مغامره واغبى محاولة وهي محاولة تحدي الدولة وشعبها ولكن فات الأوان وظهور الحقيقة كان متأخراً فلا ينفع الندم ولن يعود الوقت إلى مازقبل هجومهم ليتراجعوا عنه.
لقد كتب القدر هلاكهم وهذا ما همم عليه اليوم ما بين هالك واسير ومحاصر وكل ذلك قادني لسؤال: هل كانت المليشيا تعي مصاعب مواجهة الدولة؟