مساهمة السلطات.. في العثور على السيارات

 

 

من أهم مظاهر الحرب التي خلقتها هي السيارات التي تقف في الطرقات وأمام المنازل وفي الأزقة وربما داخل بعض المنازل وقد أهملت هذه السيارات بعد نهبها (وتشليعها) وأصبح بعضها مجرد هياكل فقط.
تحرك بعض الناشطون وقاموا بإنشاء مجموعات علي الفيسبوك للإعلان عن مواقع هذه السيارات مساعدة لملاكها ويعيب هذه المجموعات أنها أولاً ليست مجموعة واحدة وإنما مجموعات عديدة يصعب حصرها وتتشتت فيها المعلومة هذا بالإضافة الى أن المعلومة بها غير مكتملة.

أكبر مشكلة يعانيها مالك السيارة المفقودة هي كيف ومن أين يبدأ البحث فليس من المعقول أن يطوف كل مدن السودان بحثاً عن سيارته المفقودة وفي هذا الطواف مشقة بدنية ومالية تجعل الأمر شبه مستحيل حتى وإن كان المقابل إستعادة سيارة يصل ثمنها إلى عشرات الملايين.

كنا نتوقع من السلطات أن يكون لها مساهمة أكبر في مساعدة المواطن المنكوب الذي خسر الكثير وسيخسر الكثير أيضاً لإستاعدة سيارته وصيانتها والتي من المفترض أن تكون متوقفة أمام منزله كاملةً لم يمسسها سوء لولا هذه الحرب اللعينة، لكن مع الأسف إعتدنا في بلدنا الحبيب أن لا تضع حلول مريحة للمواطن ونفكر كيف نتعبه حتى في ماله الذي يملكه بشح السيولة على سبيل المثال وما تخلقه للمواطن من معاناةٍ وصفوف وحرمانه من أمواله وإعادتها له بالقطارة.

فقد كان من الممكن ان تقوم السلطات بتبني عمل الإعلان عن السيارات المتعطلة بدلاً عن الناشطين وذلك بعمل حلول بسيطة ستخدم المواطن خدمةً كبيرةً وعلى سبيل المثال كان من الممكن أن تقوم السلطات المتواجدة في كل مدينة وفي إطار التمشيط وإزالة مخلفات الحرب بالطواف داخل المدن وتسجيل ارقام الشاسي للسيارات المتعطلة مع تسجيل أماكن تواجدها بالمدينة والحي ونشرها هذه المعلومة في قاعدة بينات موحدة في موقع مخصص بالإنترنت. وبإعتبار أن هذه السيارات لا توجد بها لوحات مرور لهذا يكون المرجع هو رقم الشاسي.. وبهذه الطريقة البسيطة سيتم إنشاء قاعدة بيانات كبيرة تحوي كل السيارات المتعطلة في الطرقات في كل مدن السودان وأماكن تواجدها في أي مدينة وأي حي ويستطيع أي مواطن دخول هذا الموقع في شبكة الإنترنت والبحث عن سيارته برقم الشاسي ويعرف مكان تواجدها ثم التوجه للمدينة وإستلامها.

وهذا العمل الذي يخدم المواطن خدمة عظيمة ويسارع في تنظيم المدن وإزالة مخلفات الحرب لا يتطلب مبالغ خرافية فالطواف والتمشيط قد تم بالفعل وأما تكلفة الموقع الإلكتروني فهي لا تمثل سوى تكلفة سفر مواطن واحد لعدة مدن بحثاً عن سيارته.

وهذا العمل أيضاً بالرغم من أنه يقدم خدمة كبيرة للموطن فهو ايضاً يمكن أن يقدم عائد مادي للسطات وذلك بفرض رسوم للدخول للموقع الإلكتروني عن طريق كود سري يدخل به الباحث عن سيارته للموقع ويتم إرسال هذا الكود في الهاتف بمقابل مالي مثل الرسوم التي تفرض في معرفة نتيجة إمتحان الشهادة عبر رسائل الهاتف ويستخدم لمرة واحدة.

وهذه الخدمة أيضاً يمكن أن تطرح بشكل أكثر سهولة من البحث برقم الشاسي لمعرفة مكان السيارة وذلك إذا تمت الإستعانة بقاعدة بيانات إدارة المرور التي تحوي رقم الشاسي ورقم لوحة المرور وإسم المالك ورقم هاتفه.

كل هذه معلومات يمكن أن تساعد حتى في التواصل المباشر مع مالك السيارة عن طريق هاتفه المسجل وتساعده في العثور على سيارته وتسرع من عملية تفريغ الشوارع من هياكل السيارات وتحقق عائد مالي للسلطات وتنقلنا نقلة حضارية متطورة كدولة مستفيدة من التقنيات الحديثة في خدمة المواطن.

Email:mohamedyousif1@yahoo.com

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى