ومضى فاروق زاهرًا وشهيدًا…

أ.د محمد بابكر العوض

 

في الجامعة، لم يكن فاروق الزاهر مجرد طالب دراسات عليا،في مجال الاعلام بل كان مستودع خبرة اعلامية لا يمكن تجاهله كان بحضوره وشخصيته وإنسانيته الغامرة أستاذًا كبيرًا. وفي التلفزيون، كان فكرةً وولاءً، حمل الإعلام رسالةً في قلبه وعقله وروحه.عندما سقطت مباني الاذاعي، برز فاروق وزملاؤه ليحملوا اثير هنا ام درمان كرمز للوطن الجريح وخرجوا بها من ازقة ام درمان حتى استقر البث من بورسودان.

لم يكن غريبًا أن يكون رحيله باذخا على هذا النحو، فهو استثنائي في تفكيره ورؤيته وابتسامته المطمئنة. نعم ليس غريبًا أن يرحل فاروق الزاهر بهذه الطريقة التي تناسب استثنائيته.

من القصر، في يوم الجمعة، وفي العشر الأواخر من رمضان، اختاره الله إلى جواره، كأولئك الذين مضوا مضوا من قبل على ذات الطريق .

مثل الذين مضوا كأعمدة الطريق
يمضي ويبقى منه ذياك البريق
اسمٌ كان حروفه نُحتت على منواله
في أسطر الغيب العميق
فاروقٌ أنت وكنت نجمًا زاهرًا
دوما فحلق أيها النجم الصديق
كم كنت أدخر الكلام لنلتقي يومًا
وأعلم أن مثلك لن يطيق
صبرًا على أوهام أتفه حقبة
مرت على تاريخ عالمنا الصفيق
اليوم أصبح ما ظننت حقيقة
كان العروج بصالة القصر العتيق
ومضيت تخترق الزمان
لترتمي في الخلد مرتسمًا على الأفق الطليق
سلم على الشهداء حتى الملتقى
فلربما يومًا سيجمعنا الطريق.

وداعًا يا فاروق، وداعًا أيها النجم الزاهر، حتى نلتقي في مقام الخلود

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى