إبر الحروف
عابد سيداحمد

فى الجزيرة من رأى ليس كمن سمع (٣-٥)
* كل شئ هناك يبعث الدهشة ويثير الاستفهامات
*
* المواطنون يتدافعون إلى ولايتهم فى سباق لاينتظرون فيه أن توفر الخدمات
* ومشهد المؤسسات الرسمية وهى تباشر عملها يؤكد قوة عزيمة انسان الجزيرة وعدم انكساره ويكشف حجم حقد المليشيا على انسان بلادنا
*
* فالمؤسسات تعمل بلا نوافذ وبلا اثاثات والوزراء والعاملون فى الجزيرة يصرون على العمل تحت الحر والظلام وسط انقطاع الكهرباء عنها
* وفى تجوالنا تعددت محطاتنا ومن محطاتنا المهمة كانت وزارة الصحة بالجزيرة التى لم نجد فى (حوشها) سيارات كما كان واقعها قبل الحرب وارهقنا البحث فيها عن مكتب الوزير بعد أن وجدنا البوم ينعق فى مكتبه القديم الذى كنا نعرفه ليتم ايصالنا بعد معاناة إلى مكتب بائس بالوزارةوجدنا فيه الوزير اسامه عبدالرحمن وهو يتصبب عرقا مجتمعا بمدير عام التأمين الصحى لتوفير الخدمة فى بقاع الولاية باميز شكل
* و الوزير أسامه رجل لم يعرف الراحة طوال الحرب وظل كثير التنقل لتوفير الدواء والمعالجات الصحية اللازمة للمناطق التى كانت خارج سيطرة المليشيا
* والذى وجد نفسه بعد انتهاء الحرب أمام تحديات كثيرة فكل شئ قد سرق ودمر فى النظام الصحى الذى تركه قبل سقوط ود مدنى فالمليشيا لم تترك حتى مراتب المرضى والتى سرقتها من المستشفيات ولا سيارات الاسعاف بالمشافى مدمرين نظاما صحيا كانت الجزيرة فيه تمثل ٢٨% من النظام الصحى بالبلاد والتى كان بها (٩٠٠ ) مشفى منتشر بالولاية التى استطاعت بعد اندلاع الحرب بالخرطوم أن توفر للوافدين إليها فى المجال الصحى خدمات مميزة
*
* وكان بها ١٩ مركزا لغسيل الكلى ومستشفى مميز للقلب واخر للاورام وكانت الإمدادات الطبية تمد الولايات الأخرى منها
* والان وبعد تحرير الجزيرة اتضح ان العدد النازح والمهاجر من الكوادر الطبية الذين افتقدتهم الولاية بسبب الحرب وصل إلى ١٤ الف كانوا يقدمون خدماتهم بالولاية بامتياز والذين يصعب تعويضهم سريعا كما واجهتها مشكلة الدواء بعد سرقة المليشيا لجميع مخازن الدواء الحكومية والخاصة ومخازن المنظمات الصحية العالمية التى كانت موجودة والمليشيا ايامها كانت تبيع الدواء وهو فى حالة تخزين سيئة أضرت بمستخدميه من المواطنين كما قامت بسرقة الطاقة الشمسية وتدمير خدمات الكهرباء والمياه بكل المستشفيات وو صلوا حد سرقة أجهزة المعامل الطبية واجهزة الرنين المغنطيسي وقساطر القلب و أجهزة مؤشرات القياس فى العناية المكثفة وماكينات التخدير وترابيز الولادة بمستشفيات التوليد
* ويحمد للوزير أسامة بعد التحرير همته العالية التى بدأ بها الإصلاح برغم ضخامة التحديات ناجحا فى أعادة الكثير من المستشفيات المهمة والكبرى للخدمة فى كل ارجاء الولاية فى وقت وجيز ليقوم قبل ايام بزيارة (٣١) مستشفى و(٣ ) مراكز صحية و(٩)مراكز غسيل كلى باشرت كلها عملها للاطمئنان على سلامة العمل و الذى تم بواسطة المبادرات الشعبية والرسمية التى أبرزها مبادرة جهاز المخابرات العامة و الترتيب لشراكات مع الشرطة والسلاح الطبى لمواصلة الاصلاح بجانب المبادرات الشبابية الاخرى وانتظار دور كلية طب الجزيرة قريبا بعد عودتها لمدنى
* فما تم فى الجزيرة من أحياء للنظام الصحى بعد الدمار الذى لحق به كان إنجازا كبيرا نجح فى اوقف انتقال المواطنين للفاو والقضارف وكسلا للعلاج الشئ الذى يجعلنا نرفع القبعات لوزير الصحة وللعاملين بوزارته ولحكومة الولاية وللجهات التى دعمت الإصلاح وجعلت منه ممكنا فى وقت وجيز