الجزيرة.. موعد مع الحياة (1)
بكري المدني

كان قدر والى الجزيرة الحالى السيد الطاهر ابراهيم الخير إنه جاء الولاية في الساعة الثالثة والعشرين وبعد أن نضجت كل شروط السقوط ولكنه مع ذلك أتخذ موقعه سريعاً في خط الدفاع الأول بود مدني رفقة الجيش بالفرقة الأولى والتى ظل فيها تحت زخات الرصاص حتى جرت عملية إعادة إنتشار الجيش خارج مدنى ووصل هو الى بورتسودان لتبليغ القيادة تفاصيل الأحداث كما جاء في توثيقنا لتلك الأيام في حوارنا المطول معه حتى عودته للجزيرة مجدداً وإلى مدينة المناقل التى اتخذها عاصمة إدارية للولاية وعاد منها مرة أخرى الى مدنى رفقة ذات الجيش في أكبر عملية انفتاح تم من خلالها تحرير الجزيرة من كل النواحى.
من داخل الفرقة الأولى بود مدنى كاد قناص من مرتزقة الدعم السريع أن يصيب الوالى الطاهر ابراهيم الخير بطلقة مباشرة سددت نحو الرأس بإحكام لولا ألطاف الله وتعامل الدفاعات السريع من حوله مع الأمر ومع الرامي ليكتب للرجل عمراً جديداً يبدأه من تحدي الحرب إلى تحدى الخدمات وهذه حكاية أخرى لا تقل فصولها إثارة عن فصول الحرب سأعود اليها كما عادت خدمات الأمن والماء والكهرباء بل وكما عادت الناس نفسها الى الجزيرة.