ما يحدث الآن وما سيحدث غداً مسؤولية الجميع

 

ما شهده السودان قليل من ما يمكن أن يحدث في الحروب!! ويلات الحرب ودمار الحرب لا يمكن توقع حجمه بواسطة أحد والحرب إن لم تكن من أجل الحق فهي غضب من الله!! وغضب الله وعقابه ليس بالضرورة ان يكون بالخسف او الصواعق او غيرها من الظواهر الخارقة للطبيعة ولكن الغضب و العقاب يمكن أيضاً أن يكون علي أيدي الناس فيسلطهم بعضهم على بعض وقد قال الله تبارك و تعالي :

مقالات ذات صلة

(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65 الأنعام) .

في المناطق التي كانت تحت الحرب مثل الخرطرم والجزيرة شاهد الناس حجم الدمار والخراب الذي لم يتصور أحد ان تحدثه يد الإنسان، فهناك المئات من هياكل السيارات المحطمة في كل مكان والتي أصبحت هياكل فارغة من أي شيء تم تفكيكها ونهبها وما تبقى منها تم تحطيمه وكذلك تري ماحل بالمنازل فقدت الأبواب والسقوفات والحوائط والأثاثات وماتبقى منها اصبح مجرد ركام والفوضى والأنقاض كانت مبعثرة تملأ الشوارع وتسد الطرقات في كل مكان!! وكل هذا ليس بفعل قصف أو إنفجار قنابل أو حتى بريح صرصر عاتية كالتي أصابت قوم عاد، ولكن حدث بأيدي بشرية وهي تجسد معنى الخسف والغضب الرباني وكيف يسلط الله الناس بعضهم على بعض، قتلت الحرب الآلاف وكان من الممكن ان تستمر في هذه المناطق انهار الدماء وفظائع بتر الاطراف وتشويه الناس كما حدث في رواندا.

الحرب غضب وعقاب رباني لا يتمناه العقلاء إلا لضرورة دفع بلاء أكبر منه فالحرب تصبح فرض وواجب على كل قادر على حمل السلاح لرد الغزاة والدفاع عن الأرض والأهل والممتلكات ومن مات دون ماله فهو شهيد.

شان إدارة البلاد ليس مجرد لعبة أو هدية تمنح لمن حمل السلاح أو مكافاة لحزب أو جماعة لانها أغلقت الطرقات وقامت بثورة أو تمنح لشخص لأنه يعمل لدى (الخواجات)!! شأن إدارة البلاد قرار مصيري خطير يتضرر من إتخاذ القرار الخطأ الطفل الرضيع وحتى الموتى في قبورهم يتضررون ويتعرضون لنبش قبورهم وكذلك الزرع والبهائم تضرر منه فقد تم بسبب الحرب قطع أشجار عمرها مئات السنين فقدت هذه الأشجار الأثرية المعمرة حياتها في هذه الحرب وذلك ليس لشق طريق أو إعمار ولكن لتحرق اخشابها كوقود رخيص ولم يسلم لا إنسان ولا حيوان ولا جماد من أضرر الحرب لهذا لابد أن يهتم الجميع بشؤون وطنهم ولايقفوا متفرجين ولابد من مشاركتهم في إعمار بلادهم والدفاع عنها وفي إتخاذ القرارات وإختيار من يحكمهم بما أنهم يدفعون الثمن من دمائهم وأموالهم وممتلكاتهم، وهذا ليس ضرب من المستحيل ولكن واقع مطبق في كل دول العالم الأول التي نهضت وتقدمت علينا بألاف السنين الضوئية فالنهضة هناك لم تتم بالسحر ولكن بالقيادات الرشيدة والقراءة السليمة للواقع والمستقبل وإتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب الذي يقود البلاد للأمام.

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى