حكايات (ناس من دنيا)

خالد البلولة

 

في زيارة إلى مدينة السوكي ضمن جولات مع تلفزيون السودان التقينا بطالبٍ في مدرسة ثانوية بالسوكي لفت انتباهنا جرأته في التجريب من أجل ان يبتكر او يقدم شيئا مختلفا رغم صغر سنه ومحدودية الإمكانيات رأيناه يعمل بحماسة على تصميم نماذج واقعية لقلاب وتراكتور وسيارة إسعاف،مستخدمًا أدوات بسيطة ومواد متوفرة في البيئة المحلية.. يجرب ويضيف .

ومن بين محاولاته اللافتة،ابتكارٌ يحاكي أنظمة الأمان الذكية؛إذ قام بربط باب المنزل بشريحة جوّال موصولة بالهاتف النقال الخاص بصاحب المنزل،بحيث إذا حاول شخصٌ غريب فتح الباب، يتلقى صاحب الهاتف مكالمة مباشرة تنذره بوجود محاولة فتح.وقد شاهدنا بأنفسنا تجربته الواقعية ،،وأثبتت فاعليتها بشكل مبهر.
دفعني الفضول إلى الاستفسار عن وضعه الأكاديمي.

 

فعلمت أن الطالب كثير الغياب ومستواه الدراسي ضعيف ويُنظر إليه على أنه غير مبالٍ بدروسه.سألته عن غيابه احيانا وآهماله لدروسه فردّ قائلاً: المدرسة مملة،ولا تلامس اهتماماته لا يجد فيها مايُشبع شغفه للابتكار لذلك ينصرف إلى هواياته ،ويقضي وقته في اشباع شغفه في صناعة النماذج والاختراعات.

من الواضح أن هذا الطالب يمتلك ذكاءً عمليًا أو ذكاءً ميكانيكيًا هذا النوع من الذكاء لا يجد في المدارس التقليدية بيئة حاضنة لأنها تركّز غالبًا على التحصيل الأكاديمي النظري وتتجاهل المهارات الابداعية والابتكارية،تبدو البيئة المدرسية التقليدية، كما وصفها الطالب،مملة وصارمة،تكرّر المحتوى،ولا تراعي الفروق الفردية،ولا توفر ورشًا أو مختبرات تُتيح للطلاب التجريب والاكتشاف،هذا النوع من الطلاب بحاجة إلى تعليم بديل أو مكمّل،مكثفل مدارس الموهوبين أو برامج STEM (العلوم،التكنولوجيا،الهندسة،والرياضيات)التي توفّر بيئة حاضنة لأمثاله،ولا تتيح لهم مساحات للتعبير عن مواهبهم المتميزة .

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى