منى حمزة تكتب… النجاح تحدي،عزيمة،ورغبة

كتبت في نفس الموضوع منذ اندلاع الحرب اللعينة عندما جلس ابناءنا تلاميذ المرحلة الابتدائية لامتحان شهادة الابتدائي في ولاية الجزيرة في العام2023م بعدحرب الخرطوم مباشرة.

وتم استضافة تلاميذ ولاية الخرطوم ،وكان التحدي
اكبر من كبير لهولاء الصغار، وكان النجاح حليفهم والتحدي جينات ورثوها في دماءهم من قديم الزمان.
كيف لا وهم حفدت ترهاقا وكنداكة رينياس،حفدت المهدي وود النجومي،حفدت علي عبد اللطيف وعبد القادر الحبوبة،حفدت احمد خير المحامي..فالاصرار لأنجاح أمانيهم أقوى من اي شي!! فكيف يكون الحال اذا كان الاصرار لتحقيق حلم صناعة نجاح المستقبل!!!
ويستمر التحدي في زمن الحرب وامتحان الشهادة السودانية لدفعة العالقين للعام2023.

وتظهر مقدارات طلابنا الذين تعلقت امالهم واحلامهم عام بين الاستعداد وخيبة الأمل  بين تحري نهاية الحرب وضياع الامنيات حتى تم موعد الامتحان في الولايات الامنة، وحمل الجميع متاعه بين الترقب والخوف،تحت سماء المسيرات والقصف،وطرقات تضرب فيها المدفعية كل انواع الاسلحة التقيلة،حمل طلابنا
العزيمة،والتحدي،والاصرار مع امتعتهمو اللحاق بركب الامتحان في الولايات الآمنة وخرجوا من منطقة الحرب بين الترجي والاذلال لحاملي السلاح للسماح لهم بالوصول لارض الامتحان بل كانوا
ممتحنين قبل ان يحملوا اوراق امتحان المناهج في فصول
مراكز الشهادة السودانية!

نعم كانوا ممتحنين في امنهم وامانهم وامنياتهم بالوصول وشبح الموت يطاردهم بدم بارد والاعتقالات الجسيمة لهم ولزويهم!!
كانو ممتحنين في التفكير في المصير المجهول لمستقبلهم في الحرب وهل امتحان المناهج والنجاح فيه بل التفوق والتميز يسمح لهم بصناعة وطن آآآآآمن تطوره
مقدراتهم وكفاءاتهم بمواصلة التعليم العالي.

جلسوا في قاعات الامتحان وهم لايملكون الاجابة ليس على اسئلة الامتحان امامهم. ولكن على سؤال هل سوف يكون هناك غد قريب فيه استمرار للحياة.

هل أسرهم هناك تحت القصف والاسلحة الثقيلة بخير ام اصبحوا في عداد الموتى؟؟؟
هل يصبح الصبح ويعم الامان ليرجعوا لديارهم واوطانهم؟؟
نعم كانت تلك الاسئلة هي الاصعب وهي التى تحكمت في انفعالات العقل الباطن واثرت في اجابة الامتحان امامهم سلباً وايجاباً نعم ايجاباً بزيادة العزيمة والاصرار وتحدي الظروف تشرق شمس امنياتهم المحققة بصناعة وطن شامخ بالامن والاستقرار والتطور.

واخيراً انتم كنتم في امتحان اكبر من مقدرات عقولكم الشفيفة،،،ونفوسكم الامنة،،،وارواحكم البريئة
انتم كنتم في امتحان الحرب واثرها النفسي في هذا الجيلونجحتم بالتحدي والعزيمة والاصرار وانتم فيكم من قطع الاف الكيلومترات ليصل لقاعة الجلوس لامتحان الشهادة السودانية،فيكم من قطع حدود دول الجوار ليصل للإمتحان فيكم من جلس للامتحان ومازالت اصوات الاسلحة الثقيلة تسيطر على سمعه،،فيكم من راجع دروسه في الضلام بضوء
استدانه من الشمس في ساعات النهار لبطاريته!!!
فيكم من جلس للامتحان وقلبه يعتصر بالبكاء لفقد ابيه او اخيه او عزيز عليه بالصراع المسلح.

وبعد كل ذلك انتم نجحتم وتفوقتم على الحرب،والفقد،والعوز والفقر،والجوع،والنزوح،واللجوء بل نجحتم في امتحان الشهادة السودانية معنى وتفصيل.

 

مبروك النجاح الباهر والمتميز لهذه الدفعة دفعة الصمود..
وكذلك مبروك المحاولة وان لم يكللها النجاح لمن ركز وجلس
في قاعات مراكز الامتحانات،بل مبروك النجاح لكل اسرة جاهدت وصنعت المستحيل ليصل ابنها او ابنتها لمراكز الامتحانات في الامان. انتم كنتم ممتحنين في صبركم وصمودكم وتكللت عزيمتكم بالنجاح.
ومبروك النجاح..
زاد قلبي انشراح..
وسرورنا اكتمل..
بفرحة وامل وحققنا النجاح..

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى