التربية الوطنية وبناء الدولة وإدارتها

 

 

إدارة الدولة وشؤنها مرتبطة بالتربية الوطنية والأخلاق الفاضلة وليست بفئات عمرية معينة قبل التقاعد.

الكثيرمن الإخوة الكتاب يكتبون، منهم من يكتب بهنات ووخز بالإبر على الأخوة الذين تقدمت أعمارهم فى قيادة الدولة عليهم أن يتيحو المجال للشباب وهذا رأي طبعا. لابد من احترام الآراء.

ولكن من خلال تجربتنا وزياراتنا إلى دول متعددة ابتداءً من أفريقيا وآسيا وأوروبا لم نرى القيادة في إدارة شؤن الدولة للشباب وحدهم وإنما هناك تجانس فى العمل العام وإن صح التعبير القضية ليست عمرية ولكنها تكمن فى التربية الوطنية الأصيلة المرتبطة بحب الوطن والشعب والأخلاق والقيم الفاضلة ومن يتوفر فيه ذلك ومن المؤسف حقا نحن فى السودان لم
نضع للتربية الوطنية معياراَ حقيقىاً يدرس من مرحلة الأساس إلى مرحلة الجامعات
كمايحدث الآن في جمهورية مصر العربية التى اهتمت بها كمادة وطنية أساسية لابد من تخليد ذكراها بغرس المفاهيم الوطنية ودور القادة الوطنيين الذين حاربوا الاستعمار وضحوا من أجلها فى مصر أمثال الزعماء المصريين أحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى كامل،

وفى السودان أمثال على عبداللطيف وعبد الفضيل الماظ وبابكر بدرىي وإسماعيل الأزهري وعلي دنار وعلي الميراوي والسلطنة الزرقاء وسلطنة دارفور ومملكة كوش وما قدموه من تضحيات فىةي عقودهم الماضية من
أجل الوطن.

نحن أهملنا الحضارات الأصيلة وتاريخها وكيف كانت تمضي وذلك بشرح موسع للطالب حتى يهتم كثيراً عن
وطنه وقيادات بلاده الأوفياء.

نحن ابتلينا بحب الذات والملذات وتفضيل بعضنا على
بعض، نحن لم نقم دولة من أجل البناء والتعمير وإعطاء الحقوق لأصحابها بطريق مرضية بالرغم من أن ذلك كان هدفاً اساسىاً لشعبنا ولكن الإهمال المتعمد وسوء الإدارة وعدم ترسيم قاعدة العدالة بطريقة مرضية هو ما أدى إلى تاخيرنا وكل
ذلك يرجع لعدم التمسك بالترابية، الوطنية والقيم والأخلاق الفاضلة الأصيلة لبناء الدولة الحديثة التي تحترم فيها الحقوق المدنية.

نحن تركتنا كل شئ، للأحزاب السياسية التى تفشت في عهودها المحسوبية والقبيلة والجهوية وعدم تطوير الدولة بطريقة تواكب دول العالم المتقدمة فى بناء مؤسساتها العلمية والثقافية.

وكل حزب أصبح يعمل لمصالحه الحزبية الضيقة وعندما يأتى العسكر للإصلاح الشامل فى البلاد يقولو هذا دكتاتورية فيما نجد جميع المؤسسات العامة فى الدولة تمت بنائها فى عهد العسكر ابتداء من حكومة الفريق ابراهيم،عبود والمشير جعفر نميري لذلك نقول إن من ليس له تربية وطنية لايهتم بالبناء والقضية تربوية وطنية واخلاقية وليست عمرية في السن قبل التقاعد الرسمي فى العمل العام للدولة
وذلك كما يتصورها البعض.

لذلك دعونا نقف الآن شعب واحد جيش واحد حتى نتمكن من تجاوز كل المحن والخلافات الضيقة وتطهير بلادنا من كل الأمراض السلطوية المزمنة.
ولنا عودة

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى