مستقبل الطائرات بدون طيار وتعامل المضادات معها

 

اولاً أشكر كل من تواصل معي بعد مقالي السابق بالإشادة والبعض طلب مقال آخر عن الموضوع يضيف مزيد من المعلومات لهذا جاء هذا المقال الجديد.
وجدت الطائرات بدون طيار إهتمام كبير بسبب إنخفاض تكلفتها وهي في متناول الجميع و يتم التحكم بالطائرات بدون طيار بعدة طرق بداية من الهاتف الجوال للانواع الصغيرة أو بأجهزة شبيهة بأجهزة الألعاب تتكون من شاشة وأدوات التحكم بالحركة.. ويتم الإتصال بين جهاز التحكم والطائرة إما عن طريق الموجات اللاسلكية للمسافات التي تصل عشرات الكيلومترات أو عن طريق الأقمار الصناعية للطائرات التي تقطع مسافات تصل لآلاف الكيلومترات.

مقالات ذات صلة

وهناك أنواع من الطائرات ذاتية الحركة دون تحكم عن بعد فقط يتم برمجتها مسبقاً قبل إقلاعها للوصول لمواقع محددة عن طريق إستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS ويتم تغذيتها بإحداثيات GPS الموقع المعني.

ويمكن للشخص المتحكم في الطائرة متابعة تحركها ومعرفة موقعها عن طريق كاميرا مثبتة في الطائرة أو عن طريق معرفة إحداثيات موقع الطائرة.

وتستخدم هذه الطائرات في مجالات الزراعة لمراقبة المشاريع الكبيرة و في نقل البضائع الصغيرة لتجنب إزدحام الشوارع وتوفر العمالة وتستخدم في مراقبة الحدود والمناطق الواسعة وعبر تحليقها المرتفع تنقل صورة لمساحة كبيرة لا يمكن للإنسان ان يراقبها من الأرض.

وأما في المجال العسكري فيتم تحميل الطائرة بالجسم المتفجر قبل إقلاعها وعند وصول الطائرة لموقع الهدف يتم إسقاط الجسم المتفجر في الهدف وتعود الطائرة من حيث أتت وتكرر نفس الفعل عدة مرات أو قد يتم توجيه الطائرة لتهبط نحو الهدف وتصطدم بالهدف وينفجر الجسم المتفجر المثبت بها وتحترق الطائرة وفي هذه الحالة تسمى طائرة إنتحارية.. وهذه الطريقة تستخدم في الطائرات الرخيصة الثمن.

وأما الطائرات الاكثر تطوراً فيمكنها إطلاق صواريخ على الهدف والعودة من حيث أتت كما تفعل الطائرات الحربية التي يقودها طيارين.
ويمكن أيضاً تغذية الطائرة بسلاح ناري لإطلاق الرصاص على الإشخاص مباشرة وهي في الجو ويمكن في المستقبل أن تبرمج مسبقاً لتستهدف أشخاص محددين بعد التعرف عليهم عن طريق تقنية التعرف على الوجه وتطلق الرصاص عليهم دون تدخل من احد.

وأما في مجال الدفاع فإن معظم الأنظمة الحربية المستعملة كمضادات أرضية تعتمد في الأساس على الرادار الذي يرصد الطائرات والصواريخ المعادية على بعد مئات الكيلومترات ويطلق الصواريخ في إتجاهها لملاحقتها وإسقاطها، ولكن في حالة الطائرات بدون طيار لا تكتشفها معظم الرادارات ولهذا لا تتعامل معها المضادات الأرضية وذلك لأن هذه الطائرات صغيرة الحجم وهذا يُصَعب رصدها وإصابتها وأيضاً لا تصنع من المعدن لهذا لا تعكس موجات الرادار وتطير على إرتفاعات منخفضة وهذه كلها نقاط في صالحها تخفيها من الرادار.

وتحاول الدول جاهدة الآن تصنيع رادارات مخصصة لرصد هذه الطائرات وأقوى رادار صنع لرصد هذا النوع من الطائرات لا يزيد مداه عن 3 كيلومتر فقط يستخدم في مواقع المناسبات والإحتفالات. ولهذا يتم رصد هذه الطائرات بطرق أخرى وحتى الرؤية المباشرة والتعامل معها عن طريق المدافع الثانية او الرباعية وإمطارها بوابل من الرصاص حتى تسقط أو محاولة التشويش عليها وقطع إتصالها بغرفة التحكم وإنزالها على الأرض دون إنفجار وهذا يتطلب قدرات فنية عالية.

ولكن حتى الآن تظل المقاتلات الشبح الإعتراضية التي يقودها طيارين ملكة الأجواء فهي أيضاً لايكتشفها الرادار وفي حالة دخول أي طائرة معادية الأجواء تتحرك المقاتلة بسرعة تفوق سرعة الصوت عدة مرات تلاحق الطائرة المعادية وتشتبك معها وتسقطها بالإضافة الى قدرتها على حمل عدة أطنان من المتفجرات إذا استخدمت كقاذفة قنابل ويمكن أن تدمر مساحة كبيرة وعدد كبير من الأهداف في طلعة جوية واحدة مقارنة مع الطائرات بدون طيار المحدودة الحمولة.

محمد يوسف محمد
Email: mohamedyousif1@yahoo.com

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى