تعزيز الشراكة بين المحلية والمواطن
كتب:أسامه عثمان عباس
كما تحدثنامن قبل عن إهتمام المحلية بالمواطن وهو حق مستحق لكل مواطن داخل المحلية التى ينتمى إليها وفق قوانين الحكم المحلى ونظير مايقوم بدفعه من رسوم خدمات تتمثل فى العوايد ورسوم رخص تجارية وغيرها من الرسوم التى تفرض عبر الأوامر المحلية التى تنظم عبرها وتعود فى شكل خدمات يتمتع بها المواطن.
ونخص بالحديث محلية ود مدنى بإعتبارها نموذج لكل مدن السودان…وتعرف مدينة ودمدنى بحب إنسانها لها ولا يستطيع أحد أن ينافس إنسان مدنى فى حبه لمدينته…وخير دليل ما حدث بعد تاريخ ١٥ ديسمبر٢٠٢٤ من غزو الأوباش لهذه المدينة..التى يعلم الكل أنها مدينة الثقافة والفن والرياضة والنظافة والجمال…وأيضا خير دليل على حب أبنائها لها ما أصابهم من ألم وحزن على فراقها لكل نازح داخل السودان أو لاجئ خارج السودان كان قلبه معلق بها ويعانى من هجرها.
وقد رأينا أيضا كمية الفرحة التى عمت كل السودان بل كل دول العالم التى بها سودانين عندما تم تحريرها فى الحادى عشر من يناير ٢٠٢٥…وتستمر الأفراح يوما بعد يوم بعودة أبنائها من كل أنحاء العالم يحمدون الله سجودا بعودة معشوقتهم وعودتهم لها.
كل هذه المقدمة تقودنا للحديث عن تقديم أهم الخدمات للمواطن عبر أجهزة المحلية وهى خدمة الصحة…وعندما نتحدث عن الصحة فالحديث كثير وهى قسمين وقائى وعلاجى وكل منهما له عدة أقسام تقدم الخدمة عبر كوادر مؤهلة ولها خبرة فى هذه الخدمات…والإهتمام بالجانب الوقائى يعنى توفير الكثير من الجهد والمال للجانب العلاجى.
والصحة هى العمود الفقرى للمحلية فى مجال تقديم الخدمة للمواطن والإهتمام بصحة البيئة بكل أقسامها من نفايات و رقابة أطعمة ومكافحة وبائيات..ومن أهمها التعامل مع النفايات والتى أفردت لها المحلية إدارة متخصصة وذلك لأهميتها وهى حجر الزاوية فى عملية الإهتمام بالصحة..وهى من الخدمات الضرورية للمواطن نظير ما يدفعه من رسوم..ولا ننسى أهم عنصر فى تقديم هذه الخدمة وهم عمال النظافة الذين يبدأون صباحهم بإماطة الأذى عن الطرقات وأكيد أن فى هذا العمل أجر عظيم عند الله تعالى لا يتساوى مع ما يقدم لهم من أجر مادى زهيد نظير هذا العمل العظيم..فلهم التحية والإحترام وعبرهم التحية للإدارة العامة للنظافة والتى تتحمل عبء هذه الخدمة وهى تعمل فى صمت فى ظل ظروف فى غاية الصعوبة من نقص فى المعدات والعمالة والأسطول العامل…كان هذا قبل الحرب فكيف الحال الآن بعد الحرب وبعد أن نهب الغزاة كل ما هو معين فى هذا العمل…نسأل الله لهم العون والأجر.
كل هذه الصعاب تواجه هذه الخدمة….ولا نقول هذا دفاعا وتبريرا لهم ولكن واقع معاش الآن ولا يخفى على أحد ونحن شهود عيان على نقص الإمكانيات.
ومن أهم ما يواجه هذه الإدارة هو سلوك الإنسان نفسه وتعامله مع النفايات بصورة غير حضارية فى طريقة جمعها ووضعها فى المكان المخصص حتى يساعد فى التخلص منها بصورة سهلة وسليمة.
نتمنى أن نصل مراحل متقدمة فى الإستفادة منها وتدويرها..كما يمكن الإستفادة منها فى إستخراج الطاقة الكهربائية وهذه مراحل متقدمة نسأل الله أن تصلها بلادنا.
ولكن الآن كل ما نتمناه هو تعاون المواطن وترجمة حبه هذا للتعاون مع هذه الإدارة وفى التعامل الراقى فى جمع النفايات….وقد رأينا فى رحلة النزوح واللجوء كثير من السودانين يلتزمون بقوانين ونظم البلدان التى لجأوا إليها خوفا من الغرامات.
ومما لا شك فيه أن فى المحلية أيضا قوانين تنظم أمر النظافة والإهتمام بها..ونتمنى أن لا نحتاج للتعامل بها..وأن يكون إنسان مدنى المعروف بحبه للمدينة وثقافته ووعيه هو العامل الرئيسى فى مساعدة الإدارة حتى ننعم بخدمة تشبه مدينة ودمدنى.
وفى هذا التوقيت والخريف على الأبواب نسأل الله أن يكون خريف خير ويغسل الله به دنس الغزاة من هذه المدينة…وعليه لابد من الإهتمام بهذه الخدمة من الطرفين الرسمى والشعبى حتى نتجنب كثير من الأمراض والأوبئة فى ظل ظروف ما بعد الحرب وما يعانيه المواطن من نقص فى الخدمات العلاجية.
وحتى يتحقق هذا التعاون بين إدارة النظافة والمواطن لابد من تغيير السلوك لدى المواطن وأن يتعامل مع الشارع العام كما يتعامل مع منزله..وعدم رمى المخلفات من النفايات بكل أنواعها على الطريق العام وهو ملك للجميع…وحتى ننعم بمدينة نظيفة وجميلة لابد من تعاون كل فرد فى المجتمع بالمشاركة فى الحفاظ على البيئة من حوله… وأن نغرس هذا السلوك فى نفوس الأجيال القادمة.
ونبدأ بالأطفال ويحب أن نكون قدوة لهم..حتى تعود أم المدائن لوضعها الطبيعى من حيث النظافة والجمال وهى تستحق ذلك وبها كل المقومات من ماء وخضرة وأيدى عاملة.
نسأل الله أن ينعم على هذه المدينة وعلى أهلها بالصحة والأمن والسلام