حاتم عبدالوهاب يكتب.. الجزيرة تنفض غبار الحرب ونبض الحياة يستعيد عافيته في حاضرتها مدينة (ود مدني)
ولاية الجزيرة تكتسب أهميتها في انها الولاية الثانية بعد الخرطوم من حيث الثقل السكاني، وموقعها الوسطي وقربها من المركز.
وبها أكبر مشروع زراعي علي مستوي الإقليم باثره، عرف بأنتاج القطن والقمح والذرة والخضروات وكان سلة غذاء أهل السودان ومايفيض من إنتاج يصدر للخارج.
عُرف إنسانها بأنه السوداني الأصيل الكريم الذي إرتبط بأرضه وتشبع بثقافة وطنه.
وحينما سيطرت المليشيا المتمردة علي ولاية الخرطوم خُطط من يديرون الحرب لها بأن تتمدد الي ولاية الجزيرة لتستبيح أرض العطاء والجمال والإبداع في لحظة غدرٍ شرد أهلها الشُرفاء الأصلاء الوادعين في القرىَ والمدن والأرياف.
ولكن الذي لا يعرفه هؤلاء التتار الجدد الطارئين علي التأريخ، اننا شعب تعود علي البلاء والابتلاء لم يعرف الهزيمة والانكسار وقادر على تجاوز البلاء ويتخطى العقبات التي تعترض طريقنا رغم حالة العداء والتضيق المستمر وقادرون علي التكيف في كل الظروف ونخرج من الازمات ونحن أكثر صلابةً وقوةً.
أنقل للسادة القراء الصورة عبر القلم من أرض الجزيرة ومدينة مدني (دُرة الأزرق) وهي تعود رويداً رويداً كما كانت وعادت اليها الحياة بقوة بعودة أهلها منذ تحريرها.
وفي الطريق توقفنا عند مدينة الحصاحيصا التي شهدت أشرس المعارك التي مازالت آثارها موجودة في الشجر والحجر والسيارات المحروقة بين جنبات الطريق، اليوم عادت اليها الحياة فتحت فيها المدارس والأسواق وحركة المواصلات وبدأ يخّضرُ زرعها واشجارها بعد اليباس،وعادت فيها محطات الوقود للخدمة وعاد امل الحياة في وجوه اهلها.
وعند دخولنا مدينة مدني التي تبدو أقرب الي ماكانت في سابق عهدها الذهبي في حركة الشارع العام والإزدحام بحركة السيارات وانتشار رجال المرور وحركة عربات النفايات وطلاب المدارس يملؤون الشوارع والازقة عند نهاية اليوم الدراسي في مشهد جميل..
نعم الجزيرة تنفض غبار الحرب وتطوي عهد الألم بأرادة رسمية وشعبية وقيادة حكيمه منهجها يجسده شعار (البيان بالعمل).
*▪︎-نصرُ من الله وفتح قريب*