نبات “الصبار ” عبقرية الصبر والإصرار على الحياة

 

احياناً التأمل في خلق الله يخرجك من حلق الضيق إلى أوسع طريق …تتسع فضاءات الحياة وتمنح البصيرة لترى إعجاز الخلق وسر الوجود..

خلينا نحاول نتأمل في ذلك النبات الجميل والعجيب الصبار ذلك النبات الذي ينتمي إلى الفصيلة الصبارية هو بالتأكيد معجزة من معجزات الله في الأرض.

يعيش في أصعب البيئات، حيث الجفاف الشديد والحرارة القاسية، يحبس الماء في أوصاله، ويحمي نفسه بأشواكه الحادة، كأنه يهمس (داري على شمعتك تقيد ) كذلك يؤكد بأن الحياة رغم قسوتها ممكنة بثبات وعطاء طالما هناك إرادة وما احوجنا لهذا التأكيد مع قسوة الأيام التي يعاني منها الجميع في بلادنا الحبيبة ..وكثير من مخلوقات تبصرنا ببعض الدورس الحياتية العميقة والملهمة

خلق الله الصبار ليكون درسا في الصبر الصامت، والقوة الحقيقية التي لا تحتاج إلى ضجيج .

في مظهره القاسي ، يخفي صخب الحياة النابضة، يثبت أن الجمال قد يولد من عمق المأساة والمعاناة ، وأن الصبر والتسليم بقدر الله لا يعني الاستسلام بل أن هناك امل النماء رغم الألم.

احتياجات الصبار الحياتية قليلة فهو لا يطلب سوى القليل، لكنه يمنح الكثير من العطاء والشفاء، فقد وهبه الله خصائص تداوي الجروح وتنقي الأرواح وتصلح ما افسده الدهر ، ليكون رمزا للعطاء الصامت الذي يشفي ما لا تراه العين ويرمم الخراب الخفي (ولعلنا نحن النساء نعلم جيدا معجزات الصبار)

يعلمنا الصبار أن نحتفي بالصمت الجميل، ونتعلم من تحمله الصامت، ونتشبع بقوة الأصرار والثبات حتى في عواصف الحياة.

يقدم الصبار لنا دعوة لليقين الثابت الذي لا يهتز، وللقوة التي تستمد يقينها ونورها من الداخل، لا من ظروف الخارج.

في صمت الصبار ، رسالة أن نقاوم عوامل التضعضع والشك بهدوء، ونصمد في وجه الرياح العاتية، ونزرع الأمل في القلوب القاسية، كما تزرع زهرة الصبار جمالها وسط الصخور القاحلة.

وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (الذاريات: 20)

الصبار ملهم للإنسان الصابر، فهو لا يشتكي ولا يئن ورغم قسوة البيئة والظروف لكنه يحمل في داخله ينبوع حياة لا ينضب، يزرع في الظلام أزهار اليقين رغم قسوة الحياة.

الله يعشيكم ويطرح البركة فيكم

الجزيرة اليوم

رئيس التحرير عاصم الأمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى