ياسر الفادني يكتب.. الجزيرة تحت الجراحة !
في خضم تحديات ما بعد الحرب، يخطو والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، خطوات محسوبة نحو إعادة ترتيب الأولويات، واضعاً القطاع الصحي في مقدمة اهتماماته، فإعلانه دعم المؤسسات الصحية الولائية والاتحادية ليس مجرد تصريح عابر، بل إشارة إلى توجه عملي يسعى لإعادة الروح إلى منظومة كانت على وشك الانهيار.
زيارته الأخيرة لعدد من المراكز الصحية في مدني كمركز الجزيرة للمناظير، والمركز القومي لجراحة الأطفال، ومستشفى النساء والتوليد جاءت في توقيت حساس، لتبعث برسالة واضحة مفادها أن دعم الصحة ليس خياراً مؤجلاً، بل واجب لا يحتمل التأجيل، صحيح أن التحديات أكبر من أن تُحل بزيارة، لكن التحرك الميداني يظل مؤشراً على بداية إدراك جدي لحجم المسؤولية
ما قاله البروفيسور فيصل نقد، مدير المركز القومي لجراحة الأطفال، عن سعيهم للوصول إلى مصاف العالمية بدعم من حكومة الولاية، ليس من باب التجميل، بل يستند إلى واقع ملموس، آخره نجاح عملية فصل التوأم السيامي وهي عملية تُحسب للمركز ولكل من وقف خلفها، كما أن حديث د. عبد المنعم الطيب عن عودة العمل بمركز المناظير بعد أسبوع فقط من تحرير مدني، وتوفير جهاز جديد بقيمة 100 ألف دولار، يعكس وجود دعم فعلي بدأ يُترجم على الأرض
صحيح أن التحديات لا تزال قائمة، وأن الطريق طويل لإعادة بناء قطاع صحي متكامل في الولاية، لكن الخطوة الأولى قد وُضعت، وفي زمن تكثر فيه الوعود وتقل فيه الأفعال، فإن دعم حكومة الولاية وإن لم يكن مثالياً يظل عاملاً مهماً في تثبيت أقدام المراكز الصحية على الأرض
الطاهر الخير لم يقدّم معجزة، لكنه أطلق إشارة يمكن أن تُبنى عليها خطوات أوسع فالإصلاح الحقيقي لا يحدث بين يوم وليلة، لكنه يبدأ حين تكون هناك إرادة .