ولاية الجزيرة تودع حجاجها في رحلة إيمانية رغم تحديات الحرب والظروف الصعبة
تقرير: تاج السر ود الخير

في ظل ظروف استثنائية يعيشها السودان بسبب الحرب والأزمات الاقتصادية، تمكّنت ولاية الجزيرة من إتمام ترتيبات حج موسم 1446هـ بنجاح، حيث بلغ عدد حجاجها هذا العام 637 حاجًا، مقارنة بـ 192 حاجًا فقط في العام الماضي، وذلك بفضل التنسيق المحكم بين المجلس الأعلى للحج والعمرة والجهات الحكومية والشركاء. ورغم ارتفاع تكاليف الحج بشكل غير مسبوق إلا أن الولاية استطاعت تذليل العقبات وتوفير خدمات متميزة للحجاج.
## الاستعدادات والتحديات
وأكد عبد الواحد عوض حسين، مدير إدارة الحج والعمرة بولاية الجزيرة، أن الترتيبات تمت بنجاح رغم التحديات الاقتصادية والأمنية. وقد تم اختيار سكن في مناطق متوسطة بين المشاعر المقدسة ومكة بسعر 2500 ريال، مع توفير إقامة قريبة من الحرم في المدينة المنورة لضمان الراحة وتقليل التكاليف.
## جهود متكاملة وتضامن وطني
أشاد حسين بالتعاون الكبير من المجلس الأعلى للحج والعمرة وشركاء العملية، مثل سامي الرشيد ومحمد عبد الوهاب ود. عبد العزيز، الذين ساهموا في حل المشكلات وتذليل العقبات. كما أشاد بدور والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير ووزراء المالية والصحة، الذين قدموا الدعم الكامل لضمان سفر الحجاج بسلاسة. وتمكنت الولاية من إرسال سبعة أفواج هذا العام، بينما اقتصر العدد في العام الماضي على أربعة أفواج فقط، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في التنظيم رغم الظروف الصعبة.
## وداع الحجاج ومشاعر الأمل
في مشروع مليء بالدعوات والأمنيات، ودع والي الجزيرة الفوج الأول من الحجاج أمام مقر الإدارة العامة للحج والعمرة في ود مدني، مؤكدًا جاهزية السكن والخدمات المقدمة لهم في الأراضي المقدسة. وأشار حسين إلى أن حجاج البحر قد وصلوا بالفعل إلى المدينة المنورة، بينما يستعد حجاج الطيران للسفر عبر مطار بورتسودان، في خطوة تكتمل بها خطة التفويج لهذا العام.
**حصة السودان
وأكد المجلس الأعلى للحج والعمرة أن حصة السودان لهذا العام بلغت 11 ألف حاج، مع بدء التقديم في 22 فبراير الماضي. لكن العملية واجهت عوائق جسيمة تمثلت في ارتفاع غير مسبوق للتكاليف، حيث قفزت تكلفة الحج جوًا إلى أكثر من 12 مليون جنيه، وبحرًا إلى ما يزيد عن 11 مليون جنيه.
**التحديات الأمنية واللوجستية
واجهت قوافل الحجاج هذا العام تحديات أمنية غير مسبوقة، حيث استهدفت الميليشيات المسلحة طرق القوافل ومناطق تجمع الحجاج. كما عانت العملية من صعوبات لوجستية كبيرة بسبب تدهور البنية التحتية وندرة الوقود، مما أضاف أعباء إضافية على المنظمين والحجاج على حد سواء.
**جهود تذليل العقبات
بذلت إدارة الحج بالولاية جهوداً مضنية لتجاوز الصعوبات، حيث عملت على توفير سكن قريب من المشاعر المقدسة بأسعار معقولة. كما حرصت على تأمين وسائل نقل آمنة وتوفير وجبات غذائية تلبي الاحتياجات الأساسية، كل ذلك بالتنسيق مع السلطات السعودية المختصة.
**دور المملكة العربية السعودية
قدمت المملكة العربية السعودية تسهيلات كبيرة لضمان نجاح موسم الحج، شملت تخفيف الإجراءات الجمركية وتسهيل حركة القوافل. كما وفرت مرافق إضافية في المشاعر المقدسة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج رغم الظروف الاستثنائية.
**تأثير الأزمة الاقتصادية
أثرت الأزمة الاقتصادية الخانقة بشكل كبير على قدرة العديد من الأسر السودانية على تأمين تكاليف الحج. حيث أدى ارتفاع سعر الدولار وندرة العملات الأجنبية إلى زيادة الأعباء المالية على الحجاج، مما دفع بالكثيرين إلى تأجيل أداء الفريضة لسنوات مقبلة.
# خاتمة
رغم كل التحديات، تبقى رحلة حجاج ولاية الجزيرة هذا العام نموذجًا للصمود والتعاون، حيث اجتمعت جهود الحكومة والجهات المعنية والشركاء لضمان أداء الفريضة في أجواء آمنة وميسرة. وتظل هذه الرحلة الإيمانية تذكيرًا بقدرة السودانيين على تجاوز المحن، مع أمل أن يعود الحجاج إلى وطنهم سالمين غانمين، حاملين معهم الدعوات لاستقرار البلاد وانتصار قواتها المسلحة .
يقول عبد الواحد عوض حسين: “الحج جهاد لا قتال فيه.. فيه معاناة وصبر، وكل ما في يدنا ويد السلطات السودانية تم بذله لضمان راحة حجاجنا.