حصاد مياه وصرف صحي.. طفرة تنموية للجزيرة

نشرت في منتصف الشهر الماضي مقال بعنوان (تحويل النكبة الى نقطة إستدارة نحو الإتجاه الصحيح) في عمود شكوى للقلم في صحيفة الجزيرة اليوم وذكرت فيه أن نهضتنا من هذه النكبة يجب أن يكون وفق عمل مدروس يؤسس لبداية جديدة متطورة ولا يكون كل همنا مجرد العودة لمواصلة الروتين القديم باخطائه.
في الايام الماضية جلس معي الصديق العزيز محمد الريح أمام المنزل يسترجع زكريات هذه الفترة الأليمة فقد كان مرابطاَ يدير العمل من مقر الحكومة في المناقل طوال فترة الحرب وعاد ليجد منزله قد نهب ومكاتب إدارته قد نهبت وفقد كل شيء و الاثاثات والأجهزة وما بها من برامج متطورة. تم تدمير عمل ظل يبنيه ود الريح لسنوات بورش العمل وبالتدريب وتشهد له قاعات جامعة الجزيرة وقاعات التدريب بذلك!!
ولكن هذه النكبة لم تحبطه جلس تحت ظل المبنى يرتب أوراقه فحتى الأشجار الظليلة في المبنى قطعها المخربون.
تواصل ود الريح مع طاقمه بالهاتف وعاود هو وطاقمه العمل بمعنويات عالية وجلسوا باجهزة اللابتوب الخاصة في الظل يعملون.
سالته عن خطته القادمة وكيف سيحول النكبة الى نقطة إستدارة نحو الإتجاه الصحيح؟ فطرح لي رؤيته عن ضرورة الإنطلاق في الإعمار برؤية متطورة وقال لي سنستعيد كل شيء بالصبر والعزيمة إن شاء الله وذلك بتبنى مشروعات طموحه توظف الإمكانيات الشحيحة التوظيف الأمثل وأول المشروعات سنعمل على عدم تكرار كارثة غرق ودمار قرى المناقل عبر مشروع حصاد مياه هضبة المناقل فالجزيرة يكفيها ما شهدت من دمار.
وعلى مستوى عاصمة الولاية سنبدأ في مشروع الصرف الصحي للمؤسسات الصحية الكبرى بعاصمة الولاية كنواة لمشروع الصرف الصحي الذي سيشمل كل المدينة على مراحل.
وكذلك لدينا مشروع مسح جيلوجي لتحديد لمكونات التربة لتحديد مواقع المواد الخام و محاجر الخرصانة ومواد البناء المحلية التي ستحتاجها الولاية في الإعمار.
أعجبني هذا الحديث عن مشروعات طموحة وتحمل أفكار عميقة في مجالات هامة تجعل من خطة الإعمار طفرة تنموية للولاية.
وهذا ليس غريباً على الباشمهندس المبدع: محمد الريح مدير الإدارة العامة للمباني بولاية الجزيرة والذي يحمل درجة الماجستير في إدارة المياه من جامعة الجزيرة وكانت له بصمات الإنجاز و التحديث والتطوير أين ما جلس في مقعد الإدارة.