هل يعقِل هؤلاء طبيعة المعركة؟! حكومة الجزيرة.. بين مطرقة الحرب وسندان العقول الخاوية

الجزيرة : تاج السر ود الخير

 

 

دخلت الحرب في السودان عامها الثاني دون مؤشرات على قرب انتهائها في نظر البعض، وتوقعات في جانب آخر بحسمها نهاية هذا العام.. ويؤكد الجيش مُضيه قدماً في الحسم العسكري لمتمردي «قوات الدعم السريع» وإنهاء اعتداءاتهم وتواجدهم بالكامل في ولايات بإقليم دارفور، والجزيرة وأجزاء من العاصمة القومية، ومناطق أخرى..

وإن وقع قادة الجيش تحت ضغط كبير من الرأي العام بسبب تأخر حسم التمرد المدعوم خارجياً، إلا أن التحركات العسكرية تبقى خاضعة للتخطيط والدراسة لقطع الطريق أمام أي هجوم مضاد من متمردي «الدعم السريع» كعدوٍ يستند على خبراء وتخطيط أجنبي، حيث يشير محللون إلى أنه: “سيتم فرض واقع يحقّق المصالح التي قامت من أجلها عمليات التغيير والحرب التي أفضت إلى واقع أكثر هشاشة ومأساوية وفشلًا، وإرغام الجميع على القبول بالتشكيل الجديد وَفق معادلات جديدة، ستكون الدعم السريع وقيادتها من ضحاياها، والخاسر الأكبر في حربٍ لم تكن إلا أداتها البشعة التي حققت تآكل إرادة الخصم بدلًا عن انتصاره أو هزيمته في معركة لم يكن مستعدًا لها، ولم يعرف جنرالاته طرقها”.

وها نحن نعود لنبرز مُحصلة جديدة للحراك الأمني والتنموي والاجتماعي بالجزيرة خلال هذا الأسبوع متتبعين نشاط الجهاز التنفيذي وسلسلة الشركاء الوطنين الذين يمثلون منظومة متجانسة يشد بعضها بعضاً في مواجهة عدوٍ يواصل زعزعة استقرار المجتمعات، وبحثه المزعوم عن الديمقراطية وسط أشلاء المدنيين عوضاً عن أصواتهم..

** تفقد المحور الغربي بالمناقل ومضي القوات المسلحة لاجتثات متمردي المليشيا

سبق وان أعلن والي الجزيرة المُكلف الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير مُضي القوات المسلحة في اجتثاث متمردي المليشيا الإرهابية بالولاية وملاحقة داعميها من الخونة والعملاء، والتزامهم بدعم المحور الغربي وتوفير الاحتياجات العاجلة لحسم الحرب وبدء الإعمار.. وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة انتصارات كاسحة للقوات المسلحة..

حكومة الولاية كما قال الخير ستظل في مقدمة صفوف المُدافعين عن عزة وكرامة الوطن، وأن الروح المعنوية العالية وحجم الثبات والاستعداد للفداء وسط ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة وجهاز المخابرات وحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية المسلحه، سيعجل بحسم المعركة والقضاء على الممارسات البربرية التي تنتهجها المليشا الإرهابية ضد المواطنين العزل…

حديث الخير جاء خلال تفقده الخطوط الأمامية لقوات القطاع الغربي برفقة اللواء ركن عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولى مشاه واللواء أمن أبوعبيدة ميرغني مشرف عمليات القطاع الغربي واللواء شرطة عبدالإله علي أحمد مدير شرطة الولاية واللواء أمن عماد الدين سيد أحمد مدير جهاز المخابرات العامة بالولاية ومدير شعبة الاستخبارات العسكرية بالفرقة الأولى مشاه والشيخ عبدالمنعم موسي ابوضريرة رئيس لجنة الإسناد والدعم والإعمار بالولاية وممثل المقاومة الشعبية المسلحة..
*** قائد الفرقة الاولي مشاه اكد علي جاهزية المتحرك الغربي لحسم معركة الكرامة
جدد قائد الفرقة الأولى التأكيد على جاهزية المتحرك الغربي لحسم معركة الكرامة ودحر المرتزقة والعملاء والماجورين، ممتدحاً صبر مواطني الولاية وإسنادهم للمجهود الحربي..

وأعلن رئيس لجنة الإسناد والدعم والإعمار بالولاية مُضيهم في توفير احتيجات المتحرك الغربي وبذل الجهود لحين اكتمال النصر وعودة المواطنين إلى ديارهم..

** ختام احتفالات المولد بالمناقل

ورغم واقع الحرب لم يغب النشاط الاجتماعي الروحي عن ساحة المناقل؛ حيث أقيم برنامج ختام احتفالات المولد النبوي الشريف بدار الهجرة بمدينة المناقل الذي نظمه الشيخ موسى محمد آدم شيخ الطريقة التجانية بالمناقل..

وشارك والي الجزيرة المُكلف في البرنامج برفقة اللواء مدير جهاز المخابرات العامة، وجمع من مريدي الطريقة التجانية ومشايخ الطرق الصوفية..

” الخير” قال إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو احتفال بميلاد أعظم شخصية عرفها التاريخ والذي بعثه الله بالحق ليخرج الأمة من الظلمات إلى النور.

وأشار إلى أهمية الاحتفاء بمولد النور الذي أرسى في المجتمع البشري قيّم الرحمة والعدل والإحسان والتكافل.

وأكد أهمية جعل هذه المناسبة محطة لاستلهام الدروس والعبر من السيرة المحمدية وتجسيد خُلقه وقيمه ومبادئه واقعاً، والاقتداء بهديه والسير على نهجه في الثبات والصمود في مواجهة الاعداء والمحتلين.

ولفت إلى حاجة الأمة لتكريس المنهج النبوي في التربية والتعليم والعمل الدؤوب والذي سيكون كفيلاً برفعتها وازدهارها..

ونوه ” أبوضريرة” شيخ الطريقة التجانية بالسودان ورئيس لجنة الإسناد والدعم والإعمار بالولاية، إلى أن المولد النبوي يمثل تظاهرة دينية لاستلهام الذكرى والعِبر، وأكد أن إحياء هذه المناسبة يمثل حافزاً لتجاوز كل الصعوبات والعوائق التي تواجه إنسان الولاية،
معرباً عن أمله في أن تعود هذه الذكرى والبلاد تنعم بالسلام والأمن والطمأنينة والاستقرار..

وتحدث الشيخ موسى محمد آدم شيخ الطريق التجانية بالمناقل عن دلالات المولد النبوي ونشر الإسلام وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، مستعرضاً جوانب من حياة وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة والذي شكل مولده فجراً جديداً أضاء الكونين وأنهى عصر العبودية والظلم والجهل.

ولفت إلى ضرورة إبراز المظاهر الاحتفالية بالمولد النبوي بالشكل الذي يليق بعظمة هذه المناسبة وتجسيد صورة معبرة عن مدى حب وارتباط السودانيين برسول الله صلى الله عليه وسلم والتذكير بسيرته العطرة والاقتداء بهديه، لافتاً إلى أن ان الطريقة التجانية تدعو للمحبة والتآخي ونبذ خطاب الكراهية..

** ديوان الزكاة ودعم العاملين بمركز العزل بالمناقل

في جانب الأعمال الإنسانية؛ تسّلم العاملون بمركز العزل بمستشفى المناقل مواداً تموينية مقدمة من ديوان الزكاة بولاية الجزيرة..

وبرزت جهود وإسهامات كبيرة لديوان الزكاة في دعم وإسناد القوات المسلحة ورعاية جرحى ومصابي معركة الكرامة وأسر الشهداء والأسر الفقيرة والشرائح الضعيفة وسط المجتمع.

وأثنى الأستاذ عثمان يوسف المدير التنفيذي للمحلية المناقل على جهود ديوان الزكاة ودعمه للعمل الاجتماعي والمجهود الحربي وحضوره في جميع المحافل والمساهمة في درء الكوارث والجوائح والفيضانات وشراكاته النافعة وحرصه على عدم وجود أي شرخ في النسيج المجتمعي.

وقالت الدكتورة رابعة فتح الرحمن أبو الحسن مديرة الشؤون الصحية المكلفة بالمحلية، إن الديوان بتنفيذ هذا النوع من البرنامج يضيف الكثير لرصيده في مجال دعم الصحة، ويترك أثراً طيباً في نفوس العالمين ينعكس ايجاباً على الأداء بالمركز..

وجدد الأستاذ الصادق عمر محمدنور مدير ديوان الزكاة المكلف بالولاية، وقفة الديوان مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى لمجابهة العدوان على الوطن وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على مكتسبات الأمة السودانية..

وأعلن استمرار الدعم للمتأثرين بالحرب والشرائح المجتمعية بالتعاون والتنسيق مع حكومة الولاية..

حضر التسليم الأستاذ سمير عثمان مسؤول الهلال الأحمر السوداني..

**مقار للمقاومة الشعبية والإسناد وإعادة التعمير بالمناقل

مؤخراً؛ شهدت مدينة المناقل افتتاح مقرين رئيسين للجنة الإعمار والاسناد وإعادة التعمير، والمقاومة الشعبية..

مراسم الافتتاح جرت بحضور والي الولاية المُكلف، وقائد الفرقة الأولى مشاة، ومشرف متحرك هيئة العمليات، ومدير شرطة الولاية، ومدير جهاز المخابرات العامة، وأعضاء باللجنة الأمنية المحلية، وقيادات بالأجهزة الامنية والشرطية والقوات العسكرية والمقاومة الشعبية بمحليات الولاية وجهات أخرى..

وأكد الأستاذ حسن أبوشوك مقرر لجنة الإسناد وإعادة الاعمار تكامل عمل اللجنتين، وأن الافتتاح يؤسس لقاعدة صلبة لدحر المليشيا وإعادة اعمار ما دمرته الحرب، وشكر حكومة الولاية والقوات المسلحة والتشكيلات النظامية وسلسلة الشركاء على مستويات التنسيق وتسهيل العمل..

**** شيخ ابوضريرة تسخير اماكنيات لجنة الاسناد لادارة المعركة وهزيمة المليشيا وأعلن الشيخ أبو ضريرة تسخير إمكانيات اللجنة لإدارة المعركة وهزيمة المليشيا المتمردة، وافتتاح دار للجنة ببورتسودان..

فيما أكد والي الجزيرة المكلف أن هذا العمل يجسد وحدة صف الرسميين والشعبيين والخيِّرين خلف القضية الوطنية التي تصب كلها في هدف دحر المتمردين وإعادة إعمار الولاية..

**معسكرات الاستنفار بالمربعات الجنوبية بالمناقل

أمنياً؛ وقف والي الجزيرة يرافقه قائد الفرقة الأولى مشاة ولفيف من قيادات المقاومة الشعبية ولجنة الإسناد والدعم وإعادة الإعمار، على سير عمليات تدريب المستنفرين والمستنفرات بمعسكر المربعات الجنوبية المشترك.

وأكد ممثل الفرقة الأولى العميد الركن عبدالرحيم عبد الله استعداد القواتةالمسلحة لإعداد المستنفرين والمستنفرات من أبناء الجزيرة وتوفير كل المطلوبات.

بينما امتدح والي الجزيرة الروح العالية للمستنفرين والمستنفرات، وقال إن وقفة إنسان الجزيرة القوية خلف القوات المسلحة شكلت حائط صد منيع أمام مليشيا آل دقلو الإرهابية.

كما امتدح مجاهدات المرأة السودانية وسهمها الكبير في القضايا الوطنية وآخرها معركة الكرامة التي جسدت فيها معاني التضحية والفداء صوناً لعزة وكرامة الوطن..

**بحث قضايا منطقة طابت

وفي شأن المجتمعات المحلية، التقى والي الجزيرة بمكتبه، وفد قطاع طابت بمحلية الحصاحيصا برئاسة الأستاذ عبدالسلام عبدالرحمن عبدالسلام، حيث تناول مجهودات المقاومة الشعبية وأدوارها المهمة في تعزيز الأمن، وعزمهم إيجاد الحلول لكل ما يهم قضايا المنطقة، وحث المواطنين على تجاوز ظروف الحرب.

وتعهد بمعالجة القضايا الخدمية بالمناطق الآمنة وتحسين أوضاع الوافدين بمراكز الإيواء.

وأعرب رئيس الوفد عن شكره لتفهم حكومة الولاية لطبيعة الظرف الذي تمر به منطقة طابت وتنامي الاحتياجات الإنسانية، وضرورة تحسين الوضع الخدمي بالقرى الآمنة التي تشهد عودة طوعية متزايدة..

وامتدح إسهامات الخيرين من أبناء المناقل في إيواء الوافدين من المنطقة وعلى رأسهم الشيخ عبدالمنعم موسى أبوضريرة.

** تجمع قرى منطقة الحوش

كما واستقبل والي الجزيرة المكلف بمكتبه وفد تجمع قرى منطقة الحوش للإسناد برئاسة الأمير جبريل وأعضاء بالتجمع.

وتلقى الخير تنويراً حول مجمل القضايا المتعلقة بمنطقة الحوش والجهود المبذولة من قبل التجمع لتجاوزها، ومساعي لم شمل أهل المنطقة.

وأشاد الوفد بدور حكومة الجزيرة في معالجة الكثير من الصعوبات التي واجهت سكان المنطقة جراء الحرب، وأكدوا وقوفهم سنداً للقوات المسلحة في معركة الكرامة.

وأعرب الوالي عن تقديره لوفد تجمع قرى الحوش مشيداً بالمساعي الحثيثة التي يقودها التجمع في مساعدة أهل المنطقة لتجاوز هذه الظروف.

وتعهد ببذل جهود مضاعفة لمعالجة الظروف التي يمر بها إنسان منطقة الحوش..

**أخيراً

ولتعدد زوايا النظر والتقدير للأمور وفق قرائن الأحوال، تشهد وسائطنا الاجتماعية سجالاً كبيراً وانتقاداتٍ واسعة للنشاط الحكومي الاجتماعي والخدمي فالبعض يرى فيه سطحية بائنة تتجافى مع طبيعة الأوضاع الحالية وإفرازات الحرب على المجتمع، وتصل في نظر البعض إلى درجة عدم الموضوع والانصراف إلى قضايا جانبية ليس هذا زمانها كالمشاركة في احتفالات المولد النبوي الشريف في حين ترزح الولاية تحت وطأة انتهاكات المليشيا المتمردة بحق المواطنين من قتل واستباحة للأموال والأعراض والتهجير وغيرها من الانتهاكات وكأن ذلك لا يعنيهم.. ولكن من زاوية نظر مختلفة للأمور فإن الحروب قد تشكل معاناة نفسية للمتضررين وعواقب وخيمة بينها الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وربما ساعدت مشاركات كهذه على إنشاء مساحة تسمح بتقديم الدعم النفسي للأشخاص، وتعزيز تماسك المجتمع وتحزيمه في مواجهة المهددات الماثلة..

وبحسب مختصين نفسيين؛ يمر معظم الأشخاص المتضررين من جراء النزاعات المسلحة بمستوى ما من المعاناة النفسية، حيث إنهم إما شهدوا أو عانوا من حالات العنف، وفقدان الأحباب، والانفصال عن أفراد عائلاتهم. ويضطر الكثير من الناس إلى الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان، ويرحلون لمسافات طويلة وقد تملكهم الخوف الدائم والإحساس بالضعف. وفي نهاية المطاف، يكون شائعاً ألا يجدوا ما يسد جوعهم، أو يحصلوا على عمل أو يمارسوا الزراعة، أو يحصلوا على الخدمات الصحية والتعليم، أو يعتنوا بأنفسهم وبعائلاتهم، أو يتعافوا. وكل هذه الأمور من شأنها أن تؤثر على الصحة النفسية. فمن أجل التمتع بالصحة النفسية، نحتاج إلى الشعور بالأمان والقدرة على تلبية احتياجاتنا الأساسية..

والمشاركات الاجتماعية لحكومة الولاية في مختلف النواحي نجدها تترافق مع جهود أمنية وخدمية رغم تنامي التحديات وتعقيدات الأوضاع على الأرض فالمخطط التآمري يفوق طاقة وقدرة البلاد ناهيك عن قدرة حكومة الولاية التي تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه لتوفير الحماية والأمن والاستقرار للمواطن في المناطق المختلفة وحشد الطاقات والجهود لدعم وإسناد مسيرة تحرير الولاية من متمردي الدعم السريع المدعومين عربياً وإفريقياً وإقليمياً ودولياً لتحقيق مخططات وأطماع جهات مختلفة في ثرواته من خلال زعزعة الأمن والاستقرار وتمزيق البلاد..

ويذهب محللون إلى أن حرب الدعم السريع شجعت ثقافة الغنائم والنهب دون الحاجة إلى إمداد لقواتها أو رواتب نظامية، فانضمّ إليها الآلاف، مما أدّى إلى إفقار المجتمعات المحلية، وتعقيد موقف الجيش في المناورة، وتشكيل جبهات ضغط نفسي من المواطنين على قيادة الجيش لحمايتهم في رقعة جغرافية تحتاج إلى آليات لا تتوفر للمؤسَّسة العسكرية..

وإن استهداف التجمعات المدنية كما يفعل متمردو الدعم السريع لا يهدف إلى تحقيق نصر عسكري، ولكنه يأتي ضمن الحرب النفسية التي تعمل على تقويض استقرار الدولة وسلطاتها والطعن في شرعية الحكومة الضعيفة الغائبة، وهزّ صورة قائد الجيش وإظهاره بمظهر العاجز عن حماية مواطنيه وكذلك إظهار عجز الجهاز التنفيذي عن القيام بمهامه..

فهل أنتم تعقلون طبيعة المعركة يا من تتهمون الجهاز التنفيذي بالعجز عن حماية مواطنيه والاهتمام بسفاسف الأمور؟!…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى