انحياز كيكل لصف الوطن وتضحيات الجزيرة.. هل بدأ العد التنازلي للحرب
تقرير: تاج السر ودالخير
ساسة وقادة وخبراء رأوا في استسلام القائد الميداني في قوات الدعم السـريع أبوعاقلة كيكل خطوة لها ما بعدها، وستكون لها مآلات كثيرة على مجريات أحداث الحرب في البلاد.
ونحا البعض إلى اعتبارها بداية عد تنازلي لانتهاء الحرب.
ويرجح خبراء عسكريون أن يتيح ذلك للقوات المسلحة تسريع عملياتها العسكرية التي انطلقت لتحرير الولاية من المتمردين الذين تلقوا ضربة عسكرية ومعنوية موجعة؛ فكيكل يملك معلومات عن قواته ونقاط ضعفها وقوتها، مما يؤدي لتحقيق تقدم سريع، كما أن قواته تنتشر من شرق النيل في شرق ولاية الخرطوم حتى منطقة شرق الجزيرة التي تنفتح على ولاية القضارف وكسلا في شرق السودان.
بالمقابل قلل المتمردون من خطوة استسلام قائد منطقة الجزيرة أبوعاقلة كيكل لقوات الجيش، وعدوه حدثاً عابراً لن يغير شيئاً من الواقع. وقالوا إنهم وضعوا تدابير عسكرية واستخباراتية للحفاظ على سيطرتهم واستتباب الأمن وتوفير الحماية للمدنيين..
ورحَّب الجيش السوداني، بانسلاخ القائد أبو عاقلة كيكل من صفوف المتمردين وانحيازه لجانب الحق والوطن، وقراره القتال جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة، بعد أن تكشف لهم زيف وباطل دعاوى مليشيا آل دقلو الإرهابية وأعوانهم، وأنهم مجرد أدوات رخيصة لتمرير أجندة إجرامية دولية وإقليمية، لتدمير البلاد أرضًا وشعبًا ومقدرات»..
ووصف الجيش السوداني هذه الخطوة بأنها شجاعة، مؤكدًا أن أبوابه ستظل مفتوحة لكل من ينحاز إلى صف الوطن وقواته المسلحة.
وجددت القوات المسلحة السودانية، التأكيد على العفو على أي متمرد في صفوف قوات دقلو، ينحاز إلى جانب الوطن ويبلغ لأقرب قيادة عسكرية بكل مناطق السودان.
ورجحت قيادات بالبطانة أن تؤدي هذه الخطوة لخلو منطقة البطانة التي كانت تحت سيطرة متمردي الدعم السريع من أي تواجد لهم، ويُتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى تأثير كبير في المعارك لمصلحة الجيش السوداني، نظرًا للعدد الكبير من القوات والعتاد الذي تم تسليمه.
ورأى والي الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير في استسلام أبوعاقلة كيكل عودة للصواب وحضن الوطن، ودعا كل من يحمل سلاح ضد الوطن والمواطن لتحكيم صوت العقل والعودة إلى الصواب..
وأكد أن القوات المسلحة المسنودة شعبياً ستبقى هي الأعلى كعباً والأقدر على إجهاض كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن وشعبه ومقدراته..
وتنطلق القوات المسلحة في معركة الكرامة بالجزيرة من قاعدة إسناد راسخة قوامها قوات نظامية قوات ومستنفرين ومقاومة شعبية مسلحة علاوة عن لجنة إسناد ودعم وإعمار..
ويظل منتصف ديسمبر ٢٠٢٣م التاريخ الأكثر شؤوماً لإنسان الجزيرة، ففيه نقل متمردو الدعم السريع دائرة الحرب إلى الولاية الاقتصادية والزراعية ذات الموقع الاستراتيجي واستباحوها وأشاعوا فيها كل أنواع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية..
وقد دفعت قرى وادعة لم تعرف الحروب من قبل كُلفة باهظة نتيجة سلسلة من الانتهاكات الإنسانية الممنهجة
والتلويح في وجهها باستخدام أسلحة التجويع والإرهاب والتهديد بالتصفية لإجبار الرجال والشباب والأطفال على الانضمام إلى صفوفها والقتال إلى جانبها…
وتحولت مدينة المناقل غربي ولاية الجزيرة، إلى ملاذ للهاربين من حجيم الحرب، وذلك لوجود الجيش بها، وفاقم نزوح الآلاف من سكان الولاية إليها الضغط على الخدمات ووضع ذلك حكومة الجزيرة بقيادة واليها الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير وأعضاء حكومته في محك حقيقي يتطلب إدارة دفة الحياة في هذه البقعة وتحريك الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها من الملفات التي تحتاجها العاصمة الإدارية للولاية وما حولها من المناطق الناجية من بطش المتمردين وآلة قتلهم الموجهة لصدور المواطنين العزل..
وظل أمن ولاية الجزيرة في مواجهة مليشيا الدم رأس الأمر في الأولويات حيث تحركت فيه الحكومة والقوات المسلحة بقيادة اللواء/ عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولى مشاه والتشكيلات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية المسلحة بنهجٍ جاد لا يقبل المجاملة فأي اختراق قد يكون فادح الكلفة..
وتراجع لجنة أمن الولاية عبر لقاءاتها الراتبة برئاسة الوالي المكلف باستمرار الموقف الأمني وسير عمليات المحور الغربي بالمناقل وتتخذ مزيداً من الخطوات التأمينية للولاية والعمل على تحريرها، والتطوير الدائم لقدرات المستنفرين وإعدادهم إعداداً جيداً لحمايه أهلهم وممتلكاتهم من تعديات مليشيا آل دقلو الإرهابية..